السموم الخطيرة
نقلت إلينا وسائل الإعلام مؤخراً عن نجاح رجال الجمارك السعودية في ميناء الملك عبدالله برابغ ومنفذ البطحاء من إحباط محاولتين لتهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون بلغت أكثر من ٤٤ مليون حبة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات،وهذا الإنجاز الاستباقي يؤكد مجدداً الجهود الكبيرة التي تضطلع بها القطاعات المختصة في رصد وضبط كل المحاولات لعصابات المخدرات التي تستهدف الوطن وأبنائه.
ومع تسليمنا بأن ظاهرة المخدرات ظاهرة دولية شديدة التشابك، ويقف من خلفها عصابات هدفها الربح والإثراء على حساب الناس وصحتهم، وأن وقوع ضحايا جدد يزيد من سرورهم ومن مالهم الباطل.
إن ظاهرة تفاقم تعاطي المخدرات تمثل خطورة قصوى على المجتمعات البشرية كافة، ومجتمعنا خاصة لما ينتج عنها من آثار سلبية على الأخلاق والإنتاجية وسلوك الأفراد، كما أن لها تداعيات تستوجب تضافر كافة الجهود من أجل إيقاف انتشارها خاصة بين الشباب، ولاشك أن مشاركة جميع الجهات ذات العلاقة في محاربة هذا الوباء أو السرطان أمر مهم للغاية، بل أنه مطلب ملح لأنه إذا ترك دون رقابة أو إجراءات متابعة لاستشترى مثل النار، وإذا كان هناك جهود عظيمة للدولة في مكافحة المخدرات، فإنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك جهود أخرى للأسر لأنها تضطلع بدور عظيم في تنشئة الأبناء تنشئة صحيحة قائمة على التوجيهات الإسلامية التي تبعد بهم عن مواطن الانحراف والزلل،
كما لا ننسى دور المدرسة في التوعية والتربية،وكذلك دور الإعلام، والمؤسسات الدينية كافة بمنابرها التي توجه الضمائر والنفوس ضد المخدرات ومشاكلها الصحية والنفسية، ولا ننسى المتابعة في تكثيف التوعية عن المخدرات ومخاطرها للإسهام في القضاء على السموم الخطيرة التي تقضي على الحرث والنسل.