كلام رمضان: حرب رمضان في ذاكرتي
مثل رمضان 1393هـ - أكتوبر 1973م ذكرى هامة لي كسائر العرب والمسلمين وهي حرب العاشر من رمضان رابع الحروب العربية مع إسرائيل التي سجلوا فيها انتصاراً تاريخياً ومهدت لتحرير سيناء بعبور الجيش المصري قناة السويس وهدم خط بارليف.
وقبل الحديث عن تلك الذكرى استحضر من ذاكرتي مظاهر الاحتفالات والعادات التي كانت تسود المجتمع ويحفظها البر والإحسان وذلك من أجل المحافظة عليها لما لها من أثر مباشر وفعال في تقوية وترابط الأواصر الأسرية والاجتماعية وإدخال البهجة والسرور في نفوس الكبار والصغار، فمع نهار اليوم الأول من رمضان تنطلق الأنشطة التجارية ببسطات المأكولات الرمضانية بما لذ وطاب من حلويات ومقليات...الخ. وتتجمع الأسر لتناول أول إفطار في بيت كبيرهم، ويتبادل الجيران والاقارب أطباق الأطعمة وإرسال أخرى إلى موائد الإفطار في المساجد طيلة الشهر فتزدان الموائد بشتى أصناف وألوان الأطعمة في جو تسوده الروحانية، انتظاراً لمدفع الإفطار، وما يعقب ذلك من متابعة برامج رمضان التلفزيونية وصلاة التراويح والانتشار لمواصلة أنشطة رمضان الليلية.
وعوداً إلى حرب رمضان التي رسخت في ذاكرتي على مر السنين أورد بعضاً مما كتبته عنها في الجزء الأول من كتابي رحلتي عبر السنين تحت عنوان دراستنا في رمضان وحرب أكتوبر 1973م «شهد رمضان ذلك العام حراكاً وأحداثاً سياسية كبيرة ارتبط بها عامة المجتمع بما في ذلك نحن في البيت والمدرسة، وهي اندلاع حرب 10 رمضان - 6 أكتوبر 1973م التي نشبت بين العرب وإسرائيل، واستمرت طوال شهر رمضان، وكنا نتابع أخبار الحرب ومجرياتها مما نسمعه من حولنا من الكبار في البيت والمدرسة عن انتصارات العرب المتتابعة على إسرائيل، وبلغت ذروة تفاعلنا مع الحرب عندما سمعنا عن الموقف البطولي للملك فيصل بن عبد العزيز -يرحمه الله- بإيقاف تصدير البترول إلى أمريكا والدول المتحالفة مع إسرائيل دعماً لموقف العرب في الحرب.
وكنت شاهداً على تفاعل الأسرة وبابا طاهر "الأديب طاهر زمخشري" مع الحرب وهم يتابعون بشكل يومي صوت العرب من القاهرة وأخبار التلفزيون السعودي وكيف عكف بابا طاهر على كتابة قصائد شعرية عنها، وإشراكه لكل من حوله فيها من خلال اطلاعهم عليها بقراءتها عليهم قبل نشرها، أما أنا فلم أكن على وعي أدبي كافٍ يمكنني من إدراك معاني تلك الأشعار، ولكن كنت أعي مشاعر وأحاسيس بابا طاهر ومدى حماسه مع الحرب، بقصيدته التي عنونها بـ "يا ضمير الانسان" ومهرها بـ "إلى الجندي العربي الباسل الذي شارك في حرب رمضان المبارك" وجاء في مطلعها:
يا ضمير الإنسان إن دمانا *** قد تلظت مسعورة في حمانا
تطلب الثأر صارخاً من طغاة *** دنسوا الأرض غدرة لا طعانا
وتباهوا بانهم قد اصابوا *** ما أرادوا فالجموا خذلانا
وختمها بقوله:
نشهد الله والملائك أنا *** ما اندفعنا نريد من والانا
فمن القائد المظفر فينا *** اقتبسنا الإخلاص والإيمانا
فيصل العرب من حمى حوزة *** الدين بما في يمينه فافتدانا
وتواصلت الحرب وحان موعد التوقف عن الدراسة لإجازة العيد».
وفي ظل هذه الأيام التي نعيشها في الحجر الصحي المنزلي أعتقد أنه من المناسب لأولياء الأمور تعريف أبناءهم بهذه الذكرى التاريخية التي أدرجها المؤرخون من ضمن أعظم المعارك التي خاضها المسلمون والعرب في رمضان وانتصروا فيها بدء بغزوة بدر (17رمضان - 2هـ)، ثم فتح مكة (20 رمضان -8هـ) بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد كفار قريش، فتح بلاد الأندلس (رمضان 92هـ) بقيادة طارق بن زياد، بلاط الشهداء (رمضان 114هـ) بقيادة عبد الرحمن الغافقي، حطين (رمضان 584هـ) بقيادة صلاح الدين الأيبوبي، عين جالوت (رمضان – 685هـ) بقيادة السلطان سيف الدين قطز والقائد العسكري الظاهر بيبرس.
وقبل الحديث عن تلك الذكرى استحضر من ذاكرتي مظاهر الاحتفالات والعادات التي كانت تسود المجتمع ويحفظها البر والإحسان وذلك من أجل المحافظة عليها لما لها من أثر مباشر وفعال في تقوية وترابط الأواصر الأسرية والاجتماعية وإدخال البهجة والسرور في نفوس الكبار والصغار، فمع نهار اليوم الأول من رمضان تنطلق الأنشطة التجارية ببسطات المأكولات الرمضانية بما لذ وطاب من حلويات ومقليات...الخ. وتتجمع الأسر لتناول أول إفطار في بيت كبيرهم، ويتبادل الجيران والاقارب أطباق الأطعمة وإرسال أخرى إلى موائد الإفطار في المساجد طيلة الشهر فتزدان الموائد بشتى أصناف وألوان الأطعمة في جو تسوده الروحانية، انتظاراً لمدفع الإفطار، وما يعقب ذلك من متابعة برامج رمضان التلفزيونية وصلاة التراويح والانتشار لمواصلة أنشطة رمضان الليلية.
وعوداً إلى حرب رمضان التي رسخت في ذاكرتي على مر السنين أورد بعضاً مما كتبته عنها في الجزء الأول من كتابي رحلتي عبر السنين تحت عنوان دراستنا في رمضان وحرب أكتوبر 1973م «شهد رمضان ذلك العام حراكاً وأحداثاً سياسية كبيرة ارتبط بها عامة المجتمع بما في ذلك نحن في البيت والمدرسة، وهي اندلاع حرب 10 رمضان - 6 أكتوبر 1973م التي نشبت بين العرب وإسرائيل، واستمرت طوال شهر رمضان، وكنا نتابع أخبار الحرب ومجرياتها مما نسمعه من حولنا من الكبار في البيت والمدرسة عن انتصارات العرب المتتابعة على إسرائيل، وبلغت ذروة تفاعلنا مع الحرب عندما سمعنا عن الموقف البطولي للملك فيصل بن عبد العزيز -يرحمه الله- بإيقاف تصدير البترول إلى أمريكا والدول المتحالفة مع إسرائيل دعماً لموقف العرب في الحرب.
وكنت شاهداً على تفاعل الأسرة وبابا طاهر "الأديب طاهر زمخشري" مع الحرب وهم يتابعون بشكل يومي صوت العرب من القاهرة وأخبار التلفزيون السعودي وكيف عكف بابا طاهر على كتابة قصائد شعرية عنها، وإشراكه لكل من حوله فيها من خلال اطلاعهم عليها بقراءتها عليهم قبل نشرها، أما أنا فلم أكن على وعي أدبي كافٍ يمكنني من إدراك معاني تلك الأشعار، ولكن كنت أعي مشاعر وأحاسيس بابا طاهر ومدى حماسه مع الحرب، بقصيدته التي عنونها بـ "يا ضمير الانسان" ومهرها بـ "إلى الجندي العربي الباسل الذي شارك في حرب رمضان المبارك" وجاء في مطلعها:
يا ضمير الإنسان إن دمانا *** قد تلظت مسعورة في حمانا
تطلب الثأر صارخاً من طغاة *** دنسوا الأرض غدرة لا طعانا
وتباهوا بانهم قد اصابوا *** ما أرادوا فالجموا خذلانا
وختمها بقوله:
نشهد الله والملائك أنا *** ما اندفعنا نريد من والانا
فمن القائد المظفر فينا *** اقتبسنا الإخلاص والإيمانا
فيصل العرب من حمى حوزة *** الدين بما في يمينه فافتدانا
وتواصلت الحرب وحان موعد التوقف عن الدراسة لإجازة العيد».
وفي ظل هذه الأيام التي نعيشها في الحجر الصحي المنزلي أعتقد أنه من المناسب لأولياء الأمور تعريف أبناءهم بهذه الذكرى التاريخية التي أدرجها المؤرخون من ضمن أعظم المعارك التي خاضها المسلمون والعرب في رمضان وانتصروا فيها بدء بغزوة بدر (17رمضان - 2هـ)، ثم فتح مكة (20 رمضان -8هـ) بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد كفار قريش، فتح بلاد الأندلس (رمضان 92هـ) بقيادة طارق بن زياد، بلاط الشهداء (رمضان 114هـ) بقيادة عبد الرحمن الغافقي، حطين (رمضان 584هـ) بقيادة صلاح الدين الأيبوبي، عين جالوت (رمضان – 685هـ) بقيادة السلطان سيف الدين قطز والقائد العسكري الظاهر بيبرس.