مخاوف أطفالنا في زمن #كورونا .
في ظل الأوضاع الراهنة تختلف طبيعة الأطفال، وتعبيرهم عن قلقهم، وخوفهم، ويعود هذا الخوف بشكل رئيسي إلى ردات فعل الوالدين, فهناك أُسر لا تُبالغ بردات الفعل تجاه أي خبر يُذاع عن وباء كورونا ( covid 19), فهم حريصون على الالتزام بالتعليمات، والتوجيهات الاحترازية، مع حرصهم على توصيل أبسط المعلومات لأطفالهم حول هذا الوباء، دون الحاجة إلى إثارة الفزع في قلوبهم، ودون تعريضهم للمخاوف, بينما هُناك أسر تبالغ وبشكل كبير بردات الفعل، والمخاوف، وتسمح للشائعات أن تقلقهم، مما يُشكل هذا خوفا وقلقا لدى أطفالهم؛ لعدم استيعابهم ما يدور حولهم، ولرؤيتهم لردات فعل عائلاتهم .
فالأسرة لها الدور الأكبر في شعور الطفل بالراحة والأمان، رغم أن الأوضاع في الخارج في كثير من البلدان غير آمنة , فعلى الوالدين خلال هذه الفترة الهدوء التام، وتلقي تعليمات وزارة الصحة بشكل سليم، فهذا يضمن لهم الحماية بإذن الله كما يجب على الوالدين ألا يعمدا إلى قراءة أي خبر أمام أطفالهم، مع حرصهما على نشر روح الإيجابية في نفوسهم .
وكما نعلم أن هناك عدة طرق لتوصيل المعلومات الصحيحة للطفل، وذلك إما من خلال " القصص المصورة، أو سرد الحكايات، أو المشاهد التوعوية الخاصة بالأطفال الصادرة من وزارة الصحة، وغيرها، حيث نُـشرت العديد من المشاهد المبسطة المناسبة للأطفال .
وهناك نقاط مهمة يجب أن ينتبه لها كل مُرب يريد أن تمر هذه الفترة بسلام بإذن الله على أطفاله، منها:
• تذكر أن من مُسببات الخوف المرضي لدى الأطفال التأثر بمخاوف الآخرين , إذ أن الخوف ينتقل بالإيحاء من الكبار، اضبط انفعالاتك، لا تظهر مخاوفك، و تحلى بالصبر " فكل مُـر سَيـمُر بإذن الله " .
• جو المنزل المشحون بالشجار المستمر بين الأبوين، و شعور الطفل بعدم الأمان داخل الأسرة، كُلها من مسببات الخوف لدى الأطفال؛ لذلك لا تدع مجالا للمشكلات الأسرية أن تكبر، وخاصة مع ازدياد أوقات الفراغ، فعليك أن تشغل وقت العائلة بكل ما هو مُفيد, مع المراوحة بين الفائدة، والمرح، ونشر الطمأنينة في نفوس الصغار .
• لا تفتح مجالا للتخيل الشديد عند الطفل بما يخص كورونا، بل أعطه معلومات صحيحة تتناسب مع عمره، و مدى استيعابه؛ لأن الطفل كلما كان أكثر تخيلاً كان أكثر تخوفاً .
• من المهم ألا يكون الطفل منعزلاً لوحده, سواءً في انشغال الآخرين بالمنزل عنه، أو اثناء وقت النوم؛ حرصاً على ألا يصيبه الهلع، خاصة إذا كان الطفل لديه الخوف الشديد من كورونا, فبعض الأطفال قد يصيبهم التبول اللاإرادي نتيجة هذا الخوف .
• بطبيعة الأطفال اجتماعيون بالفطرة، فالحجر المنزلي قد يؤثر عليهم بعدم مخالطتهم لأقرانهم, فالطفل لم يعد يذهب للمدرسة، ولم يعد يخرج لزيارة أقاربه، وهذا يعد تغييرا كبيرا في روتينه اليومي, فربما قد تظهر عليه بعض مظاهر الخوف، مثل الاستعداد للصراخ، والبكاء، والهرب، وربما قد يشعر بالأرق، وفقدان الشهية، والملل .. فعلينا كمربين أن نراعي مشاعرهم، و نقلل من حدوث هذه الأعراض، وذلك بملء أوقاتهم بما هو مفيد " كالرياضة، وأعمال البستنة، والطبخ، وغيرها؛ مما يُدخل السرور عليه، ويكسر روتينه اليومي .
ختاماً، لا يسعنا سوى الدعاء بزوال الغمة عن هذه الأمة، وعن سائر بلاد العالم .
نسأل الله العظيم أن يدفع عنا البلاء ويرفع عنا الوباء و سائر الأمراض.
" اللهم احفظنا، واحفظ أهلنا، وذرياتنا، واحفظ بلادنا من كل سوء ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد طالبة الماجستير / غدي بنت يوسف بن رشيد الشمسان .
قسم علم اجتماع والخدمة الاجتماعية – كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية – جامعة القصيم .