المنقذة الفاتنة
منذ أن بدأت أزمة انتشار فيروس كورونا إلى أن تطورت لتكون جائحة على مستوى العالم , والبشرية جمعاء تعتقد بأن فترات الحظر الاحترازية المفروضة ستكون مؤقتة , وستنتهي في أقرب وقت . ( إن لم يكن يوم غدٍ فبعد غد ).
ومع هذا الاعتقاد اختلفت ثقافة الناس وتنوعت سلوكياتهم الشرائية لمستلزماتهم السلعية , بين مكثرٍ مبالغ , ومقلٍ غير مدرك لحجم الأزمة التي قد يطول أمدها .
وبين هذا وذاك يقف المتزن المتوسط , والذي اشترى ما يحتاجه من المستلزمات بواقعية وبدون تضخيم للحدث أو لا مبالاة , تجعله يبحث عن احتياجاته الأساسية في فترات حظر التجول , لا لعدم توافرها في الأسواق , بل بسبب إهماله وعدم استشعره للوضع الراهن .
ومع استمرار قترة عدم التجول وتقليص عدد ساعات التجوال , تظهر الحاجة المتكررة للتبضع في غير قطاع من القطاعات التجارية . ولعل ما يحقق طلباتنا بخدمة وأمان وبعيدًا عن المخالطة حفاظًا على تحقيق منع انتشار الفيروس , ويقدم لنا خدمة مريحة ويجعلنا متواصلين مع بعضا ومع العالم من حولنا , ومعرفة الجديد من الأحداث وكأننا في الحدث . وحضور اللقاءات الحوارية والدورات التدريبية , بل و إتمام انعقاد اللقاءات الدولية الكبرى .
إنها التقنية
فلقد مكنتنا من استمرار العملية التعليمية بنسبة عالية لعدد من الطلاب والطالبات في العالم , فتم التفاعل مع المنصات التعليمية وزودتنا بخدمة الاستشارات الطبية , وحققت لنا معنى التواصل الاجتماعي الآمن ( في ظل هذه الظروف ) ببرامج تواصل لا حصر لها , وأسهمت في تعديل كثير من سلوكياتنا الشرائية , ففُعلت التطبيقات الإلكترونية , مما أدى لقلة الحركة المرورية الجالبة للازدحام المروري , وضياع الكثير من الأوقات , وألغت فكرة التنقل بين الأسواق للبحث عن الجديد أو الأجمل , كل ذلك بتفعيلنا للتقنية , وتأكدنا بأننا نستطيع إنهاء العديد من مهامنا اليومية والمهمة رغم تباعدها الجغرافي , واختلاف مجالاتها التجارية , بضغطة واحدة أو عدة ضغطات معدودة على الإيقونة المطلوبة ليتحقق لنا ما نريد .
لقد أنقذت التقنية الموقف الذي نعيشه اليوم , وكانت حاضرة في الموعد , صحيح أنها بخدماتها لم تكن وليدة الساعة , ولكن أهميتها وفاعليتها ظهرت بجلاء في هذه الفترة, وأدركنا جميعًا أهميتها , وغيّرنا كثيرًا من قناعاتنا نحوها . فهي المنقذة الفاتنة التي ساهمت في تقديم الخدمة لنا , واستمرت حياتنا وكأن شيئًا لم يكن .