الموت القادم من الشرق
أعتقد أنه من المناسب الآن وفي هذا الوقت التخطيط لقضاء العطلة الصيفية للاستمتاع بها..
كل ما يحيط بنا يدعو للاطمئنان..
الاقتصاد في ازدهار..
الأمن يحيط بنا..
والحمد لله على الصحة والعافية..
* هذا ما كنّا عليه قبل نحو أربعة أشهر من اليوم..
بين ليلة وضحاها تبدل الحال إلى حال..
من صخب وأمنٍ وعافية إلى صمت وخوف وترقب..
تجلت قدرته سبحانه في أصغر مخلوقاته فكنا أضعفها وأوهنها..
* فجأة توقف العالم أجمع وتغيرت معادلة الحياة ومعالمها وأصبح جل اهتمامنا هو الهروب من الموت القادم من الشرق « كورونا » الذي استنفر طاقات جميع الدول ومازال هذا الوباء في انتشار .
* ربما أكثر ما يستفز النفس ؛ أنه وبالرغم من استشعارنا بحجم الكارثة التي تمر بها البشرية وبالرغم من التحذيرات والتعليمات إلا أنه ما زال هناك من لم يستوعب حجم الخطر المحيط بنا.
العديد من الأنظمة الصحية لدول عالمية كبرى انهارت وتهاوت أمام هذا الوباء ، وما زالت الكثير من الحكومات تصارع وتقاوم للحفاظ على سلامة ما تبقى من شعوبها ومواطنيها ، وما زال البعض يستهتر بهذه الكارثة.
* هناك وفي الدول التي انهارت انظمتها الصحية واستسلمت لهذا الوباء « كورونا »
تساهل مواطنوها في التعامل وأخذ الحيطة والحذر للوقاية من الوباء وهو الأمر الذي تسبب في انهيار منظومتها الصحية كاملة فكان التساهل والاستهتار هو « القشة التي قصمت ظهر البعير» .
استهتار فرد وآخر تسبب في القضاء على عشرات الآلاف من البشر.
* لم تعد القضية قضية صحة فرد وحياة شخص واحد فقط ..
ليست حرية شخصية..
القضية باتت تهدد حياة شعب ومستقبل وطن ، لذا وجب اليوم تطبيق أعلى معايير أنظمة الأمن والسلامة للوقاية والحد من انتشار هذا المرض ، ولسنا على استعداد لفقد أحبابنا مبكراً.
* عندما يأتي التوجيه والاستنفار من أعلى هرم في الدولة - الملك سلمان بن عبدالعزيز « يحفظه الله» - فيجب على كل منا أن يستشعر حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه ولا مجال للتهاون والاستهتار.
* في هذه الظروف ؛ تستنزف الكثير من الجهود في سبيل توعية المجتمع للحد من انتشار المرض وللقضاء عليه وللحفاظ على صحة المجتمع ، ويجب أن تُقابل هذه الجهود بتعاون جميع أفراد الوطن بالتقيد بتعليمات جهات الاختصاص في الحفاظ على سلامة الناس.
* ربما لا يعلم البعض أن ما تمر به البلاد اليوم يؤثر على اقتصاد الوطن وأمنه واستقراره لذا يجب أن نكون يد عون للوطن لا عليه.
* رأينا الكثير من الجهود للمؤسسات الحكومية والأمنية ولمسنا الكثير من المبادرات التطوعية للوقاية من فايروس كورونا ونسأل الله لهم العون والتوفيق والسداد.
واليوم ومع حظر التجول الذي فرض ليلاً على الجميع بتنا نشاهد ازدحام بعض المحلات التجارية بالناس وهو الأمر الذي يعيدنا للمربع الأول ويهدد صحة الجميع ، وبالرغم أننا لمسنا عدد من المحلات التجارية تبادر في الاهتمام بمستوى النظافة والتعقيم إلا أنه لا يكفي حتى يكون إلزامياً من البلديات على المحلات التجارية في ظل إعفاءهم من القيمة المضافة وبعض التسهيلات..
* ختاماً..
الرهان اليوم على وعي الإنسان وحتماً وجه العالم بعد كورونا لن يكون كقبله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق ويبارك جميع الجهود التي تُبذل للحفاظ على أرواح الناس وأن يحفظ الجميع وأن يرحمنا ويتغشانا برحمته وأن يذهب عنا هذا الوباء والبلاء..