دردشات الصومعة: وقفة مع الوتر المبصر في اليوم العالمي للمرأة
احتفلت المملكة العربية السعودية مع سائر دول العالم باليوم العالمي للمرأة 2020 تحت شعار "أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة" وهو اليوم الذي تعلنه الأمم المتحدة في الثامن من مارس من كل عام منذ العام 1977م للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
ويصادف احتفال هذا العام الذكرى السنوية الـ 25 لإعلان ومنهاج عمل بيجين الذي يعد خارطة الطريق الأكثر تقدمية فيما يتصل بتمكين المرأة والفتاة في كل أنحاء العالم، كما يتماشى مع الحملة متعددة الأجيال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، المسماة "جيل المساواة".
وبحكم اهتماماتي بالعوق البصري والمعوقين توقفت لاستطلاع ما وصل إليه مستوى مساواة ذوات الإعاقة البصرية بأقرانهن من المبصرات أصحاب الإنجازات، فلاحظت غياب ذكر أو توثيق أي إنجازات تاريخية للكفيفات عبر العصور إلى وقتنا الحاضر باستثناء بعض التراجم المختصرة للصحابية أسماء بنت أبي بكر الصديق أم الصحابي الجليل عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما التي فقدت بصرها في اواخر عمرها وكانت من رواة الحديث وفقهاء الصحابة. بالإضافة الى الصحابية الشاعرة تماضر بنت عمرو بن الحرث الشهيرة بالخنساء التي فقدت بصرها حزنا على أخويها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقربها منه ويستنشدها فكانت تنشده فيعحب بشعرها ويستزيدها قائلا «هيه يا خناس»، وزنيرة الرومية التي كانت من السابقات إلى الإسلام، وفقدت بصرها من شدة تعذيب المشركين لها الذين عيروها بذلك وشاء الله أن تستعيد بصرها.
وفي عصرنا الحاضر لم يوثق التاريخ إنجازات عالمية للكفيفات باستثناء «هيلين كيلر» الكفيفة الصماء الملقبة بـ «معجزة الإنسانية» نظير إنجازاتها ونشاطاتها الأكاديمية والإنسانية والسياسية منها عضويتها في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الحزب الوطني للمرأة، الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وعمال الصناعة في العالم، ونيالها عدة أوسمة من عدد من رؤساء العالم منها وسام الحرية الرئاسي من الرئيس ليندون جونسون في عام 1934م، والرئيس جون كيندي عام 1964م، ووسام استحقاق الجمهورية الإيطالية، ونالت شهادة الدكتوراة الفخرية من عدة جامعات عالمية عريقة أشهرها هارفرد، ومن مؤلفاتها «العالم الذي أعيش فيه»، «الخروج من الظلام»، «هيلن كيلر في اسكتلندا»، «أضواء في ظلامي»، «قصة حياتي».
وعلى المستوى المحلي والإقليمي الفنانة «ابتسام لطفي» التي استطاعت أن تتخطى كل الحواجز التي أحاطت بالمرأة بصفة عامة والكفيفة بصفة خاصة وتبرز منذ مرحلة مبكرة وتحقق إنجازات وطنية لافتة فهي أول فنانة سعودية رُخص لها الغناء في الإذاعة السعودية بأمر من الملك فيصل رحمه الله، وأول صوت نسائي سعودي يبرز خارج الحدود والفنانة السعودية الوحيدة التي كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1974م وغنت في حضرته في احتفالات ذكرى انتصار حرب أكتوبر، ولاحقاً كرمها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة بقصر قرطاج عقب إحيائها 5 حفلات بدعوة من السيدة وسيلة بورقيبة وتبرعها بريعها للاتحاد القومي للمكفوفين في تونس، وحظيت برعاية أبوية خاصة من الأديب طاهر عبدالرحمن زمخشري الذي تبناها وقدمها لعالم الفن ولقبها بـ «عاشقة الأدب». بعد أن اكتشفها الفنان الراحل طلال مداح، وأتقنت النوتة الموسيقية والعزف على آلة العود والغناء بجميع أنواعه بالإضافة الى النقد الأدبي وكتابة الشعر، وكتب لها الشاعر المصري الكبير أحمد رامي أغنية (وداع)، (بعد الحبيب)، (لوعه)، ولجمال صوتها لقبها بـ «كوكب الجزيرة»، ولحن لها كبار الملحنين العرب منهم رياض السنباطي، أحمد صدقي، محمد الموجي، عمر كدرس، سراج عمر، سامي إحسان بالإضافة إلى عدد من الملحنين من الكويت وتونس.
وبالعودة إلى مناسبة اليوم العالمي للمرأة 2020م أدعو المعنيين بشؤون وحقوق المرأة في مجتمعاتنا إلى توثيق تجاربهن ومنجزاتهن أسوة بأقرانهن المبصرات وإنني على يقين أن هناك العديد منهن لهن إنجازات تستحق الإشادة والتوثيق لو أعطين حقهن في "المساواة".
ولعلي أُذكر هيئة الموسيقى السعودية بأهمية توثيق تجربة الفنانة ابتسام لطفي ومنجزاتها الفنية لارتباطها بتاريخ حركة تطور الموسيقى والغناء في بلادنا.
واختم دردشتي هذه بأبيات من قصيدة الوتر المبصر للأديب الراحل طاهر زمخشري التي مهرها بقوله "إلى الفنانة الموهوبة الآنسة ابتسام لطفي التي تمثل الفنان العربي المسلم بكل جدارة وذلك بمناسبة سفرها إلى الكويت الشقيق لأول مرة":
سافري في وديعة الرحمن *** واحملي النور مِعزفاً للأغاني
واذكري أنها الأصالة فينا *** تتسامـــى بالمبــدع الفينــانِ
فعلى مائج الأثير سنصغي*** لارتعاشات صوتك الرنـــــانِ
كلها للهوى العفيف تُغنــى*** ومزاميرها، ابتسام الزمـــانِ
ويصادف احتفال هذا العام الذكرى السنوية الـ 25 لإعلان ومنهاج عمل بيجين الذي يعد خارطة الطريق الأكثر تقدمية فيما يتصل بتمكين المرأة والفتاة في كل أنحاء العالم، كما يتماشى مع الحملة متعددة الأجيال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، المسماة "جيل المساواة".
وبحكم اهتماماتي بالعوق البصري والمعوقين توقفت لاستطلاع ما وصل إليه مستوى مساواة ذوات الإعاقة البصرية بأقرانهن من المبصرات أصحاب الإنجازات، فلاحظت غياب ذكر أو توثيق أي إنجازات تاريخية للكفيفات عبر العصور إلى وقتنا الحاضر باستثناء بعض التراجم المختصرة للصحابية أسماء بنت أبي بكر الصديق أم الصحابي الجليل عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما التي فقدت بصرها في اواخر عمرها وكانت من رواة الحديث وفقهاء الصحابة. بالإضافة الى الصحابية الشاعرة تماضر بنت عمرو بن الحرث الشهيرة بالخنساء التي فقدت بصرها حزنا على أخويها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقربها منه ويستنشدها فكانت تنشده فيعحب بشعرها ويستزيدها قائلا «هيه يا خناس»، وزنيرة الرومية التي كانت من السابقات إلى الإسلام، وفقدت بصرها من شدة تعذيب المشركين لها الذين عيروها بذلك وشاء الله أن تستعيد بصرها.
وفي عصرنا الحاضر لم يوثق التاريخ إنجازات عالمية للكفيفات باستثناء «هيلين كيلر» الكفيفة الصماء الملقبة بـ «معجزة الإنسانية» نظير إنجازاتها ونشاطاتها الأكاديمية والإنسانية والسياسية منها عضويتها في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الحزب الوطني للمرأة، الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وعمال الصناعة في العالم، ونيالها عدة أوسمة من عدد من رؤساء العالم منها وسام الحرية الرئاسي من الرئيس ليندون جونسون في عام 1934م، والرئيس جون كيندي عام 1964م، ووسام استحقاق الجمهورية الإيطالية، ونالت شهادة الدكتوراة الفخرية من عدة جامعات عالمية عريقة أشهرها هارفرد، ومن مؤلفاتها «العالم الذي أعيش فيه»، «الخروج من الظلام»، «هيلن كيلر في اسكتلندا»، «أضواء في ظلامي»، «قصة حياتي».
وعلى المستوى المحلي والإقليمي الفنانة «ابتسام لطفي» التي استطاعت أن تتخطى كل الحواجز التي أحاطت بالمرأة بصفة عامة والكفيفة بصفة خاصة وتبرز منذ مرحلة مبكرة وتحقق إنجازات وطنية لافتة فهي أول فنانة سعودية رُخص لها الغناء في الإذاعة السعودية بأمر من الملك فيصل رحمه الله، وأول صوت نسائي سعودي يبرز خارج الحدود والفنانة السعودية الوحيدة التي كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1974م وغنت في حضرته في احتفالات ذكرى انتصار حرب أكتوبر، ولاحقاً كرمها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة بقصر قرطاج عقب إحيائها 5 حفلات بدعوة من السيدة وسيلة بورقيبة وتبرعها بريعها للاتحاد القومي للمكفوفين في تونس، وحظيت برعاية أبوية خاصة من الأديب طاهر عبدالرحمن زمخشري الذي تبناها وقدمها لعالم الفن ولقبها بـ «عاشقة الأدب». بعد أن اكتشفها الفنان الراحل طلال مداح، وأتقنت النوتة الموسيقية والعزف على آلة العود والغناء بجميع أنواعه بالإضافة الى النقد الأدبي وكتابة الشعر، وكتب لها الشاعر المصري الكبير أحمد رامي أغنية (وداع)، (بعد الحبيب)، (لوعه)، ولجمال صوتها لقبها بـ «كوكب الجزيرة»، ولحن لها كبار الملحنين العرب منهم رياض السنباطي، أحمد صدقي، محمد الموجي، عمر كدرس، سراج عمر، سامي إحسان بالإضافة إلى عدد من الملحنين من الكويت وتونس.
وبالعودة إلى مناسبة اليوم العالمي للمرأة 2020م أدعو المعنيين بشؤون وحقوق المرأة في مجتمعاتنا إلى توثيق تجاربهن ومنجزاتهن أسوة بأقرانهن المبصرات وإنني على يقين أن هناك العديد منهن لهن إنجازات تستحق الإشادة والتوثيق لو أعطين حقهن في "المساواة".
ولعلي أُذكر هيئة الموسيقى السعودية بأهمية توثيق تجربة الفنانة ابتسام لطفي ومنجزاتها الفنية لارتباطها بتاريخ حركة تطور الموسيقى والغناء في بلادنا.
واختم دردشتي هذه بأبيات من قصيدة الوتر المبصر للأديب الراحل طاهر زمخشري التي مهرها بقوله "إلى الفنانة الموهوبة الآنسة ابتسام لطفي التي تمثل الفنان العربي المسلم بكل جدارة وذلك بمناسبة سفرها إلى الكويت الشقيق لأول مرة":
سافري في وديعة الرحمن *** واحملي النور مِعزفاً للأغاني
واذكري أنها الأصالة فينا *** تتسامـــى بالمبــدع الفينــانِ
فعلى مائج الأثير سنصغي*** لارتعاشات صوتك الرنـــــانِ
كلها للهوى العفيف تُغنــى*** ومزاميرها، ابتسام الزمـــانِ