إدارة المخاطر في وزارة الخارجية ( كورونا نموذجا)

إن المتمعن في رؤية المملكة ٢٠٣٠ يجدها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإدارة المخاطر، حيث تتضمن الرؤية التركيز على التعرف على المخاطر المحتملة، واستشرافها بطريقة منهجية باستخدام استراتيجيات تفكير مناسبة، وتوصيفها كمًّا ونوعًا، ثم تحليلها وتقييم آثارها بأسلوب علمي، وتحديد أولويات مواجهتها من خلال دراسة كافة الاحتمالات وتقييمها من كافة جوانبها ووضع الخطط العلمية لمعالجتها.
لقد صيغت رؤية المملكة ٢٠٣٠ بطريقة إبداعية لمواجهة المخاطر والتحديات التي قد تواجهها المملكة، فقد راعت عناصر إدارة المخاطر بنشر ثقافتها، وتحديد أساليب معالجتها بكافة أنواعها سواءً أكانت الاستراتيجية أم التشغيلية أم التسويقية، ومراجعة الوسائل التي يجري استخدامها؛ لتحديدها وتجنبها أو إدارتها والتحكم بها, وتخفيض ما يترتب عليها من آثار سلبية إلى مستويات مقبولة، كما حددت منهجية المراقبة والمراجعة، ووضعت الإجراءات الوقائية اللازمة لتقليل فرص وقوع الخطر، وتحديد المسئوليات، والتأكد من صلاحية الأهداف وكفاءة العمليات وجودة النتائج.
ومن هنا نخلص إلى أن إدارة المخاطر هي أحد أركان التخطيط الاستراتيجي في المملكة التي يرجى من خلاها ضمان تحقيق الأهداف المرغوبة، كونها عملية استثمار غايتها تجويد المخرجات المرجوة، وتحقيق الصبغة المستدامة للأنشطة المتنوعة في كافة المجالات، وذلك لأجل زيادة احتمالات النجاح وتحسين نقاط الضعف، ومواجهة النقاط الخطرة وتصنيفها ضمن آلية ممنهجة بأساليب علمية.
يمثل بيان وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية المتضمن وضع إجراءات احترازية استباقية لمنع وصول فيروس كورونا الجديد إلى المملكة تطبيقًا عمليًا للتخطيط الاستراتيجي وإدارة المخاطر حيث حدد البيان عدة إجراءات عملية واضحة تتمثل في:

تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتًا.

تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد (19-COVID) منها خطرة، وفق المعايير التي تحددها الجهات الصحية المختصة بالمملكة.

تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة، ويستثنى من ذلك السعوديون الموجودون في الخارج في حال كان خروجهم من المملكة ببطاقة الهوية الوطنية، ومواطنو دول مجلس التعاون الموجودون داخل المملكة حاليا، ويرغبون في العودة منها إلى دولهم، في حال كان دخولهم ببطاقة الهوية الوطنية، وذلك لتتحقق الجهات المعنية في المنافذ من الدول التي زارها القادم قبل وصوله إلى المملكة، وتطبيق الإجراءات الاحترازية الصحية للتعامل مع القادمين من تلك الدول.
وقد خُتم البيان بتأكيد المملكة على أن هذه الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة حيث أن قياس النتائج ثم تطوير خطط لتحسينها مبدأ أساسي من مبادئ الجودة الشاملة في التخطيط الاستراتيجي.
حفظ الله وطننا الغالي وحماه من كل سوء وبلاء، وحفظ لنا ولاة أمرنا وعلماءنا وأدام علينا نعمه ظاهرة وباطنة.