الجوف قلب سبأ وعمودها
من رحم المعاناة يولد الأمل ... ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور*ومن رحم المعاناة يولد الأمل
..
من الجوف " المحافظة اليمنية المنسية لعقود والممتدة شرقا بمساحة تقدر ب39 الف كيلو متر مربع نشق للحديث طريقا فمن قلب المأسآة قد يأتي الفرح ..
الجوف تلك المحافظة الغنية بمخزون فائض من الكنوز والآثار والمعادن والتربة الخصبة والمياة الجوفية ظلت لغزا حير الكثير من علماء البيولوجيا وخبراء الاقتصاد ، حالة إصرار متعمد أرادت لهذه الأرض أن تظل صحراء قاحلة بطابعها البدوي والقروي وتفرغت آلة الحكم لتغذية حالة الصراع القبلي وتفشي ظاهرة الثأر والإفقار المتعمد
ولان الإيمان والتفاؤل والثقة بالنفس تجعل من مواجهة الصعوبات أمرا مستصاغا ودافعا للنهوض والخروج من بوتقة العزلة المجتمعية كان للثورة والهبة الشعبية الدور الأبرز في رفض حالة التهميش الشمولي والإهمال المتوارث داخل هذه المحافظة فهبت القبل دحرا للمد العابث واعلانا بوجودية مشروع وليد لمحافظة محورية هي قلب إقليم سبأ
عام ونصف في أقصر مهمة استكشافية تكللت بالعثور على أربعة عشر بئرا نفطيا في أواخر العام 2014 مثلت مؤشرا واقعيا للمخزون النفطي العملاق لهذا الحوض العائم فوق سطح الارض ، الجوف بمديرياتها ال14 والتي تقبع عسكريا تحت الحكم مناصفة بين سلطة الشرعية الحكومية وعصابات الانقلاب الحوثية لا تزال تزخر جغرافيا بمقومات تنموية فاعلة وأدوات لا يحجبها عن القفز تنمويا سوى ترسخ حالة الاستقرار وديمومته
الجوف ..تلك المحافظة السبأية المحررة بنسبة جغرافية تصل ل80% والمحرومة منذ عقود تشهد اليوم تعافيا نسبيا فالنجاح العظيم يبدأ بفكرة، وينمو بالتصميم والمثابرة، ويرى النور بالعمل الجاد والمتواصل.
فعندما تتوفر الإرادة والإدارة المخلصة وتفعل الموارد تتأتى بعلو الهمم الإنجازات ويكون حليفها النجاح لا محالة ، ولأن الصحة والتعليم مرتكزات البناء كانت البداية منطلقا للتميز ونقطة تحول فريدة ونوعية
ومن وحدة صحية خرجت عن الخدمة إلى مشفى عام وصولا إلى إعلانها هيئة مستقلة صحية عامة كبرى منافسة ذات حضور محلي واسع وقبلة لاستقبال المرضى على مستوى الجمهورية،
الجوف تشهد مرحلة مختلفة عن سنوات الجهل والتخلف، فبرغم كل الظروف التي تمر بها بلادنا إلا أن الإصرار على السير في طريق التعلم والقضاء على كل أشكال الأمية بدد كل العراقيل ،
إقبال الطلبة على التعليم والتشجيع الذي يحظون به يبعث كل الفخر والإعجاب
الجوف اليوم تختلف عن جوف الأمس ، إنها محافظة الأمل المفقود ، أصر أبناءها السير نحو الطريق الصحيح فبدأوا من حيث انتهى الآخرون، استفادوا من الكفاءات الوافدة واصطفوا خلف العلماء والنوابغ من أبناء هذه المحافظة وساندتهم القوى التاريخية التي سجلت مواقف مشرفة طيلة هذه المراحل وأفسحوا المجال أمام الخبرات؛ فحققوا نجاحات متسارعة في وقت قياسي ،
" الجوف "هاهي اليوم مدينة مترامية الأطراف تتوسطها هيئة طبية تشهد توسعا في في مختلف الوحدات وكلية تضم أقسام علمية وتربوية وتطبيقية تستحوذ على اهتمام سكان المحافظة وعشرات المدارس والأسواق التجارية والفنادق ، هاهي اليوم تتفرد بمصنع الاوكسجين ومشاريع ردم الطرق والاسفلت ومركز إصدار الجوازات والاتمتة .
بتقديري ستكون محافظة الجوف هي مفاجأة ما بعد الانقلاب.. لاسيما إذا ما حضيت بمضاعفة الدعم والتشجيع من الحكومة الشرعية والأشقاء حتى تقف على قدميها
فهي بئر من الكنوز النفطية العائمة وموطن الثراء البشري .