ضرورة المحافظة على علوم العربية
إن حفظ علوم العربية ضرورة كما أن حفظ علوم الشريعة ضرورة ؛ وكلاهما داخلتان في الضرورة الأولى (حفظ الدين) من الضرورات الخمس التي بينها العلماء ؛ وذلك لأنه غير ممكن فهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فهما صحيحا إلا عن طريق علوم الشريعة وعلوم العربية ، وغير ممكن الدخول إلى ميدان الإعجاز البلاغي ، وإجراء الدراسات المظهرة لدلائل الإعجاز القائمة على المعادلات البلاغية الرياضية اليقينية ، وتكوين الملكة الأدبية العالية التي تعطي صاحبها القدرة على تذوق الكلام ، ومعرفة محاسنه الحقيقية وعيوبه ، إلا عن طريق علوم العربية.
ولهذا فإنه من الواجب علينا الحرص على نشر هذا الوعي ، ثم الحرص على تعلم وتعليم علوم العربية بالتدريج حسب مستويات المتعلمين ، ولتكن تلك ثقافة عامة ، وليست خاصة بفئة دون فئة ، حتى يكون هناك مستوى أوليا معينا لابد لكل مسلم عربي - في وطننا - من بلوغه ، فهو بمثابة بصمة تدل على استمرار محافظتنا على الهوية الإسلامية والعربية ، ولا نسمح لأحد ما دام أنه مسلم وعربي بالانحطاط عن ذلك القدر الواجب من المستوى العلمي اللغوي الأولي.
وتحقيق هذا الهدف السامي لا يكون إلا بحصول تعاون بين وزارة التعليم ، ووزارة الثقافة ، ووزارة الإعلام ، واجتهاد كل مواطن مقتدر عنده غيرة على دينه ، وعروبته ، ووطنه (المملكة العربية السعودية) التي كانت ولا زالت الدولة الإسلامية التي لها المكانة الكبرى في قلوب المسلمين ، وعند دول العالم الإسلامي.
وأما على مستوى البحث والدراسة فعلى كل مسلم متخصص وقادر أن يجتهد بحسب استطاعته في إخراج دراسات متميزة ترفعنا في معارج العلوم العربية والشرعية ، وتوسع آفاقنا لنزداد علما وخيرا ، وعملا كريما ، كما صنع الشيخ العلامة الأزهري محمد عبدالخالق عضيمة - رحمه الله - في كتابه المتقن الرائع ( دراسات لأسلوب القرآن الكريم ) الدال على سعة علمه ، وحسن قصده ، وصدقه ، وأمانته العالية التي جعلته بعد توفيق الله تبارك وتعالى يستمر في البحث والدراسات الصادقة المنهجية لمدة ٢٥ سنة حتى أكمله ، وكما صنع شيخ جامع الزيتونة العلامة الطاهر بن عاشور- رحمه الله - في كتابه ( تفسير التحرير والتنوير) الذي استمر في كتابته نحو أربعين سنة ، ونال إعجاب علماء الشريعة ، وعلماء العربية… وكما صنع غيرهم من العلماء المتقنين الصادقين المتقين.
ومن المحاسن التي لا شك أنها سوف تظهر إذا فعلنا ما سبق بيانه إن شاء الله تبارك وتعالى :
١- قوة الإيمان ؛ بسبب زيادة العلم ، وحسن الفهم.
٢- اختفاء كثير من السفاهة ، والبلاهة المنتشرة.
٣- انضباط الفكر ، وتعمق الشعور الإنساني الصادق.
٤- امتلاء النفس بالعزة والمكارم الإسلامية ، والشهامة العربية.
٥- رفض الاحتلال الفكري الكافر الغربي الذي تقوده أمريكة وأوربة ودول الكفر.
٦- تحقق الأُلفة بين أفراد المجتمع بسبب ذهاب التخلف الفكري ، وبسبب الالتزام بمقاصد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعدم الميل عنها ، وبسبب ما يحصل بينهم من توافق في الأساسيات والأصول ، وإن اختلفوا في غيرها من الفروع الكثيرة فلا ضرر من ذلك الاختلاف الفرعي ، بل بسببه يحصل التنوع الفكري ، ويزداد التنافس الشريف المحمود.
٧- زيادة المتعة واللذة لدى أفراد المجتمع ، وتنور البصيرة ؛ لأنه إذا بلغ معظم أفراد المجتمع إلى مستوى جيد في تلك العلوم ، صار الفرد منهم يجد من اللذة والشعور الجميل عند قراءة القرآن وتدبره ، وعند قراءة الحديث وتفهمه ، ما لم يكن يجدها من قبل ، ويبصر من معاني الكتاب والسنة ما ينور الله تبارك وتعالى بها سبيله ويهديه بها للتي هي أقوم.
٨- ارتفاع مستوى الفن ، والغناء ، والتمثيل ، والمسرح ، والشعر، وابتعاده عن الغباء اللغوي والفكري ؛ لأن الرقي والتطور في ذلك كله قائم على معرفة الحسن والقبح ، وعلى تعمق الشعور الإنساني الصادق ، واللغة العربية بطبيعتها الواسعة ، وفنونها الراقية ، وفلسفتها العميقة ، واستمدادها من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قادرة بإذن الله عز وجل على إخراج حضارة فنية وفكرية باهرة الجمال ، ولا مثيل لها في تكاملها وحسنها وسموها.
٩- تحسن الإملاء والقدرة على الصياغة الأدبية - على الأقل - الوصول إلى المستوى الذي يدل على صحة الشخص النفسية والعقلية.
١٠- معرفة أقدار الناس ؛ لأنه إذا أعطي العلم حقه عرف لكل ذي فضل فضله.
١١- تعريف العالم بمنطلقاتنا الصادقة العادلة ، وأخلاقنا الإسلامية الكريمة التي تبدأ بالسلام وتنتهي إليه ، فإن دين الإسلام رحمة كله ، وخير كله ، وحكمة كله ، وعدل كله ، وسلام كله - كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري (بذل السلام للعالم).
وهذا يساعد على إخماد نار الفتنة الداعشية ، والقضاء على الإرهاب والتطرف ، ويكون سبيلا إلى إنقاذ العالم ببيان دين الإسلام ، وتبليغه لهم ، فهو الدين الوحيد المقبول عند الله عز وجل ، وبعد البلاغ ، نسمعهم كلام الله عز وجل : { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا }.
ولهذا فإنه من الواجب علينا الحرص على نشر هذا الوعي ، ثم الحرص على تعلم وتعليم علوم العربية بالتدريج حسب مستويات المتعلمين ، ولتكن تلك ثقافة عامة ، وليست خاصة بفئة دون فئة ، حتى يكون هناك مستوى أوليا معينا لابد لكل مسلم عربي - في وطننا - من بلوغه ، فهو بمثابة بصمة تدل على استمرار محافظتنا على الهوية الإسلامية والعربية ، ولا نسمح لأحد ما دام أنه مسلم وعربي بالانحطاط عن ذلك القدر الواجب من المستوى العلمي اللغوي الأولي.
وتحقيق هذا الهدف السامي لا يكون إلا بحصول تعاون بين وزارة التعليم ، ووزارة الثقافة ، ووزارة الإعلام ، واجتهاد كل مواطن مقتدر عنده غيرة على دينه ، وعروبته ، ووطنه (المملكة العربية السعودية) التي كانت ولا زالت الدولة الإسلامية التي لها المكانة الكبرى في قلوب المسلمين ، وعند دول العالم الإسلامي.
وأما على مستوى البحث والدراسة فعلى كل مسلم متخصص وقادر أن يجتهد بحسب استطاعته في إخراج دراسات متميزة ترفعنا في معارج العلوم العربية والشرعية ، وتوسع آفاقنا لنزداد علما وخيرا ، وعملا كريما ، كما صنع الشيخ العلامة الأزهري محمد عبدالخالق عضيمة - رحمه الله - في كتابه المتقن الرائع ( دراسات لأسلوب القرآن الكريم ) الدال على سعة علمه ، وحسن قصده ، وصدقه ، وأمانته العالية التي جعلته بعد توفيق الله تبارك وتعالى يستمر في البحث والدراسات الصادقة المنهجية لمدة ٢٥ سنة حتى أكمله ، وكما صنع شيخ جامع الزيتونة العلامة الطاهر بن عاشور- رحمه الله - في كتابه ( تفسير التحرير والتنوير) الذي استمر في كتابته نحو أربعين سنة ، ونال إعجاب علماء الشريعة ، وعلماء العربية… وكما صنع غيرهم من العلماء المتقنين الصادقين المتقين.
ومن المحاسن التي لا شك أنها سوف تظهر إذا فعلنا ما سبق بيانه إن شاء الله تبارك وتعالى :
١- قوة الإيمان ؛ بسبب زيادة العلم ، وحسن الفهم.
٢- اختفاء كثير من السفاهة ، والبلاهة المنتشرة.
٣- انضباط الفكر ، وتعمق الشعور الإنساني الصادق.
٤- امتلاء النفس بالعزة والمكارم الإسلامية ، والشهامة العربية.
٥- رفض الاحتلال الفكري الكافر الغربي الذي تقوده أمريكة وأوربة ودول الكفر.
٦- تحقق الأُلفة بين أفراد المجتمع بسبب ذهاب التخلف الفكري ، وبسبب الالتزام بمقاصد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعدم الميل عنها ، وبسبب ما يحصل بينهم من توافق في الأساسيات والأصول ، وإن اختلفوا في غيرها من الفروع الكثيرة فلا ضرر من ذلك الاختلاف الفرعي ، بل بسببه يحصل التنوع الفكري ، ويزداد التنافس الشريف المحمود.
٧- زيادة المتعة واللذة لدى أفراد المجتمع ، وتنور البصيرة ؛ لأنه إذا بلغ معظم أفراد المجتمع إلى مستوى جيد في تلك العلوم ، صار الفرد منهم يجد من اللذة والشعور الجميل عند قراءة القرآن وتدبره ، وعند قراءة الحديث وتفهمه ، ما لم يكن يجدها من قبل ، ويبصر من معاني الكتاب والسنة ما ينور الله تبارك وتعالى بها سبيله ويهديه بها للتي هي أقوم.
٨- ارتفاع مستوى الفن ، والغناء ، والتمثيل ، والمسرح ، والشعر، وابتعاده عن الغباء اللغوي والفكري ؛ لأن الرقي والتطور في ذلك كله قائم على معرفة الحسن والقبح ، وعلى تعمق الشعور الإنساني الصادق ، واللغة العربية بطبيعتها الواسعة ، وفنونها الراقية ، وفلسفتها العميقة ، واستمدادها من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قادرة بإذن الله عز وجل على إخراج حضارة فنية وفكرية باهرة الجمال ، ولا مثيل لها في تكاملها وحسنها وسموها.
٩- تحسن الإملاء والقدرة على الصياغة الأدبية - على الأقل - الوصول إلى المستوى الذي يدل على صحة الشخص النفسية والعقلية.
١٠- معرفة أقدار الناس ؛ لأنه إذا أعطي العلم حقه عرف لكل ذي فضل فضله.
١١- تعريف العالم بمنطلقاتنا الصادقة العادلة ، وأخلاقنا الإسلامية الكريمة التي تبدأ بالسلام وتنتهي إليه ، فإن دين الإسلام رحمة كله ، وخير كله ، وحكمة كله ، وعدل كله ، وسلام كله - كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري (بذل السلام للعالم).
وهذا يساعد على إخماد نار الفتنة الداعشية ، والقضاء على الإرهاب والتطرف ، ويكون سبيلا إلى إنقاذ العالم ببيان دين الإسلام ، وتبليغه لهم ، فهو الدين الوحيد المقبول عند الله عز وجل ، وبعد البلاغ ، نسمعهم كلام الله عز وجل : { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا }.