البقاع المقدسة بهجة للناظرين، ومسرة للسامعين
لبيك الله اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك... هكذا تتوافد أفواج الحجاج ملبية، متدافعة كالأمواج المتلاطمة . حجاج متعطشين ومشتاقين لرؤية البقاع، جدد عهد بها، وما أن يصلوا تجمح تلك الأمواج، وتسير حسب ما تقتضيه المصلحة المبتغاه، وتنظم تنظيماً تدهش الناظرين، ويتحير منها السامعين، فكل فوج له ترتيب خاص، ومكان خاص ووقت محدد، جهد وتنظيم، ليس وليد لحظة، أو جاء بالصدفه المحظة، بل أن ذلك نتاج دراسات وأبحاث على مدار العام، فحكومة خادم الحرمين الشرفين، تبذل عظيم الجهد، وجل الإهتمام، مسابقة الوقت، ومتحدية الصعاب، لكي تتجهز لكل عام بخطط غير ما كانت تقدمه في الأعوام الخالية نظراً للتجدد الملحوظ في التقنيات، والمتغيرات الطارئة وغيرها من الأحداث، وكذا لما يحتاجونه الحجاج في كل عام، حتى بغلت من الدقة ما لن تستطع أي دولة في العالم، أو أقوى جيش مدرب في العالم أن ينظم مثل هذه التنظيمات المدهشة، خلال أيام الحج القليلة.
ان اللسان ليعجز عن ذكر محاسن التنظيم، وجمال هيئته.
نعم بالفم الممتلئ تنظيم يبهج الناظرين، ويسر السامعين، ويثقف القارئين، حتى المتحدثين والمتذكرين لا يملوا ولا ينتهوا من ذكر محاسن تنظيم أعوام سابقة، إلا ويندهشون من تنظيم العام الحالي.
لقد بلغ الحجاج غايتهم من العبادة، فلا يذكرون برقراطية، ولا يشعرون بالجهد ولا بالتعب، بل أن جل ذكرهم عن حسن الإستقبال، وكرم الضياف، وتسهيل الإجراءت، وتعدد الخدمات وسلاستها، وقوة التنظيمات والترتيبات.
على كل حال: ليس لنا إلا أن نفتخر بما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية، للمعتمرين والحجاج، وكل وأنتم بخير.