فضل خدمة ضيوف الرحمن
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وفرض علينا الحج إلى بيته الحرام ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافر الإنعام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام وفق قيادة هذه البلاد لخدمة بيته الحرام وشرفهم بالعناية بضيوفه الكرام وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وزكى وحج وصام. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقبت الليالي والأيام ومن تبعهم باحسان وسار على نهجهم واستقام.
أما بعد:
في مثل هذه الأيام من كل عام تطل على العالم الإسلامي مناسبة طيبة عظيمة محببة إلى النفوس المسلمة، مناسبة سعيدة يجتمع فيها شرف الزمان والمكان وتخفق لها قلوب المسلمين ويعايشونها بأفئدتهم وتتجه أبصارهم إلى بيت الله الحرام الذي جعل الله قلوب الناس تهوي إليه وجعله لهم مثابة وأمناً قال تعالى: «وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا».
إن المملكة كل سنة تعلن استعدادها لهذه المناسبة التي يجتمع فيها الملايين من مختلف بقاع الأرض ومن كل دول العالم، ولكل الجنسيات والأعراق واللغات والفئات ينادون ربا واحدا، ويبتغون هدفا واحدا، بنداء واحد، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، حتى يؤدوا شعيرتهم على أكمل وجه، كل ذلك والمسؤولين يضعون أولى الواجبات عليهم لتكرس الجهد وتوفير الإمكانات، في سبيل تمكين الحجاج من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، في راحة ويسر وسهولة رغم الصعوبات وضيق المساحات وكثرة الحجاج.
إن حكومتنا الرشيدة تسعى كل سنة لتوفير المزيد من أرقى خدمات الضيافة والأمن والرخاء والاستقرار لضيوف الرحمن، حتى يستطيعوا أداء فريضة الحج، في جو من الطمأنينة والراحة، هذه الخدمات المتطورة التي نراها في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة تجسد مدى الاهتمام، وحجم الرعاية التي ينالها الحجاج من المملكة حكومة وشعبا، وكل ملك من ملوك هذه الدولة المباركة وضع له بصمة لخدمة الحرمين الشريفين نراها من خلال المشاريع الجبارة حتى أصبحت رمزا معماريا وشاهدا على التميز،
إننا نفخر دوما بأن نكون خدام الحرمين الشريفين ونسعى أن يكون الحج في كل سنة متطورا وميسرا لكل المسلمين في بقاع الدنيا فتسهيل إكمال الركن الخامس للمسلمين لا يفوقه أجر وهو أجر من الله سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يكون كل ما قدمه وطننا خالصا لوجهه الله، ونسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، ونسأل الله أن يتمم على الحجاج حجهم ليعودوا لديارهم سالمين غانمين.