مايحدث .. صراعات قديمة ظهرت مجددا ..!
المتابع للراهن اليمني .. يصاب بحالة من الذهول والحيرة، امام حجم التناقضات في المشهد الذي تعيشه البلد، حتى بات المتابع والمراقب لا يستطيع معرفة مالذي يحدث بالفعل!
لكن حين نعود بالذاكرة الى الوراء، تتكشف لنا اشياء كثيرة تقودنا الى حقيقة مايحدث على الواقع الذي ياتي امتداد للصراعات القديمة، عادت الى السطح مجددا، صراع بين حلفاء الامس وخصوم اليوم، فالصراع في اليمن ليس صراع طرفين وإنما اطراف متعددة، تتصارع من اجل مصالحها، وتسعى الى تهميش الاخر بكل الطرق والوسائل.
وتتنوع تلك الصراعات بين الاطراف شمالآ وجنوبآ، فمثلآ في الشمال تكاد تكون الصراعات أخف بكثير مما يحدث جنوبآ، واعتقد في حال تم الاتفاق على اي تسوية سياسية فقد تعود الامور الى وضع التحسن التدريجي، وقد يقول البعض بان المشكلة اليمنية اساسها في الشمال لكن القوى المتصارعة في الشمال يعرف المجتمع الدولي والإقليمي اساس المشكلة وقادر على حلها لكنها ذلك يظل مرتبط بالصراعات في الجنوب والتى اصبحت جزء من تعقيدات المشهد اليمني الذي يزداد سوء من يوم الى آخر .
القوى التى حكمت الجنوب بعد الاستقلال، عاشت صراعات بينية، خلال حقب زمنية كان ابرزها احداث يناير86م، وقد قادت تلك الصراعات الى التعجيل بقيام الوحدة الاندماجية، وحازت على دعم عربي واقليمي ودولي، لان ذلك قد يساعد في التعامل مع الملف اليمني بشكل موحد، لكن سرعان ما عادت الى الواجهة الصراعات، وكل طرف كان يسعى الى امتلاك مكاسب خاصة، وحاول المجتمع العربي حينئذ تقريب وجهات النظر لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.
واشتعلت حرب (صيف 94) القوى في الشمال سلمت الملف في الشارع الجنوبي للطرف الذي خسر المعركة في (إحداث يناير) وتحالفت معه قوى وتيارات سياسية وعقائدية في الشمال وانتصرت، وضلت الوحدة قائمة على شراكة بين القوى الشمالية والقوى الجنوبية المنتصرة، وضلتا المتحكمتان بالمشهد الجنوبي حتى بعد أزمة 2011، وكانت تعالج تلك المشاكل التي كانت تحدث في الجنوب، من خلال كسب الولاءات الحزبية حتى عام 2015 تغير المشهد كليآ في اليمن بشكل عام وتفاقم الصراع بين جميع الاطراف وحصلت الحرب وهي في الاساس كان حصولها ضرورة حتمية لعددة اسباب واولها الاحتقان السياسي الناتج عن الصراعات بين تلك القوى التقليدية المرتجزة على مصالح ضيقة.
فالقوى التى خسرت بعد حرب عام 94 عادت الى الواجة، وفرضت امر واقع على الارض وتتحكم بالشارع، في حين القوى التى حكمت بعد حرب صيف 94 تتحكم بالسلطة وشرعية مدعومة دوليآ وإقليميآ، لكنها غير قادرة على فرض سلطة الامر الواقع على الارض.
اصبح من الصعب جدآ الانفصال وكذلك من الصعب استمرار الوحدة، تناقضات لا تجتمع الا في الملف اليمني، فقد يكون هناك محاولة فرض انفصال في الواقع من الطرف المسيطر لكن الطرف المتحكم سياسيآ مدعوم جماهيريا، بالاضافه الى ان الانفصال جغرافيآ سياسيآ يفقد الطرف الاخر شرعيته والتى بموجبها يريد فرض مشروع الإقلمة ضمن دولة اتحادية، وهذا اكثر تعقيدآ بعد ذاته لتناقضات المشروع وصراعات الاطراف وتباين المواقف داخل كل طرف.
وتأكيدات دول عربية ودولية على بقاء اليمن موحدا، والرفض المطلق لمشاريع الانفصال، هذا المؤشر الايجابي الوحيد الذي يجعلنا نشعر بأهمية هذا الموقف المساند لوحدة اليمن واستقرارة وسلامة اراضية، لضمان استقرار المنطقة.