شرف الخدمة في وطن الفخر
في مساء بهي عنوانه الهدوء جلست على كرسي خشبي في مقهى تضيئه شموع المساء الندي جلست أتأمل شاشة جوالي فقرأت في أول ما قرأت لسامر طه
لعينيكِ*سحرٌ*أطلقَ*القلبَ*من صدر
وحـلـّقَ فيه فـي فـضـاءٍ من السحرِ
تغلغلَ فـي القلبِ الخلـيِّ من الهوى*
فصيَّـرهُ طـيراً عـصـيّّـاً عـن الأســرِ
وفـيـها بـريـقٌ يـخطـف ُ اللبَّ ضوؤُه* ُ
كمثلِ بريقِ الضَّوءِ في الأنـجمِ الزُهرِ
فأعـشـقُ فـيـها سـحـرها وبريـقـها
وأعـشـق فـيها دمعـها عندما يجري
وأعـشـق فـي عينيكِ حزني وبهجتي*
وأعـشـق لـونَ البحرِ في ساعةِ الفجرِ
فصرخت من أعماقي هذا أنت يا وطني يا من أهديتك قلبي وزرعتك باقة ورد في فؤادي و عزفت حبك لحنا في سطوري فكنت جنة حياتي .
فأنت الحب المستحق وأنت من تعجز عن وصفه الأقلام بل تتوارد له في قلبي *صور شتى معبرة لحياة بالذكر الجميل معطرة فكأني بالخليل إبراهيم عليه السلام يقف على الجبل مؤذنا في الناس بالحج *وكأني بالبشرية كلها يرددون خلفه لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك فتتزاحم أمامي* الصور التي كنت أشاهدها السنوات الخالية وبدأت تظهر من جديد في الأيام الماضية كشافي يقود حاجا ضل طريقه *ومتطوع يقدم القهوة العربية لحاج يصل المطار فرحا بدخوله الأراضي السعودية وشرطي يحمل حاجا مسنا على ظهره وهو ليس ابوه* وصبي يقدم وجبة غذائية لحجاج في باص متوجهين إلى بيت الله الحرام عقول متعددة وثقافات متنوعة والصور تتكرر وستكرر لأننا تعلمنا في هذا الوطن أن نعمل ونحمل شعارا موحدا ( خدمة الحجيج شرف لنا )
أي وطن أنتسب إليه وأي فخر يتملكني بوطني وما يقدمه من جهود للرقي بخدمة ضيوف الرحمن وحرص على تأدية فريضتهم بكل يسر واطمئنان ومع مرور الوقت بالقراءة وصلت قهوتي وأكملت تأملي وقراءتي
وأهـوى حـديثـاً منك عـذباً وشيِّقاً
مليئاً بتقوى الله والحمدِ والشكرِ
فصوتـكِ موسيقى لها ألـفُ نغمةٍ*
ولكـنَّ أحـلاها تجلَّى مع الذكرِ
وتنبعثُ الألحانُ مـن ثـغـركِ الذي
تـفـوح كـثيراً منه رائحـة العطرِ
الله الله قلت بل حدثوني عن التحديات التي يشهدها وطني سنويا في نقل أكثر من مليوني حاج أثناء تأديتهم المناسب من منى إلى عرفات ومنها إلى مزدلفة ثم العودة لمنى ينتقلون لسويعات محددة وفق خطط محكمة وإنـجازات غير مسبوقة وبأبواب مفتوحة لكل مسلم أراد تأدية فريضته دونما النظر إلى شكرهم الذي أوجبته عليهم ما قدم لهم فكان منهم الحامد الشكور ولهم منا الشكر ومنهم الحاقد النكور المتناسي لشرف المكان والزمان ونسي أنه ببلد نزل فيه القرآن وهي فئة نترك أمرها إلى الله عالم السر والجهر هي اللحظات الأخيرة من لحظات جلوسي وتأملي أردد فيها ترنيمة الختام وأنشد في مملكتي *
وفـيـهـا هــدوء مــن وقـــارٍ وهـيـبـةٍ*
أضـاف إلـى عـمـق بهـا رِفعـةَ الـقـَدْرِ
فـإن حـضـرت عيناك كان حضورها
قويَّاً كمثل الشمس في ساعة الظهر
وفـي الليل تأتـي كالـنـجـوم إذا أتت*
محـمَـّلـةً بـالـنـور فـي وجـهـك البدر