رحل عن عالمنا وترك ألأثـــر
رحل عن عالمنا سمو الأمير بندر بن عبد العزيز آل سعود ، وهو الابن العاشر من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور وترتيبه بين إخوته بعد الملك فهد مباشرة.
وكما هو معروف فلم يتقلد سمو الأمير رحمه الله أي منصب رسمي في الدولة منذ تأسيسها، ويمثله ابنه الأمير فيصل في هيئة البيعة.
فبمزيد من الإيمان بقضاء الله وقدره, ننعي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة, ومع فداحة المصاب, فلا يملك المسلم حيالها إلا الرضى والتسليم, فهي سنة الله في كونه.
ويمتلك سموه الكريم سجلاً حافلاً من جلائل الأعمال ونبل الخصال وكريم الشمائل والفعال, واشتهر بالصلاح, والترقي في مراقي الفلاح, وكان رحمه الله مضرب المثل في التواضع مع الآخرين, والتبسط للزائرين, وحب العلماء والصالحين, وأعمال البر والخير. ولما لا, فهو سليل مدرسة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-.
وقد كان مما عُرف عنه الصلاة والصيام والاعتكاف, حيث كان يسكن في عمارة متواضعة في المروة, وكان يصلي جميع الصلوات في الحرم, ويفتح بابه للفقراء والمساكين, والعلماء والمحبين, ويخصص وقتا لزيارة الدعاة والعلماء, ويعمر وقته بالذكر والتلاوة, وكان يبدي إعجابه بالتلاوة والأدعية والخطب التي كان يحضرها. وكان رحمه الله يتعهد الأئمة بالسؤال والاهتمام, فعلى الرغم مما ألمّ به من عوارض صحية إلا أنه صبر وصابر, جعل الله ما ألم به رفعة في درجاته ومضاعفة في حسناته. أيضاً مساهمته في إصدار المؤلفات في تسجيل مواقفه, وإنشاء مؤسسة خيرية باسمه, ليكون ذلك امتداداً لعطائه, وكذلك تسجيل الأطروحات العلمية عن جهوده في خدمة دينه ووطنه يرحمه الله.
وكان للأمير رحمه الله مواقف إنسانية كبيرة يعرفها أهل مكة المكرمة القدامى ، فقد كان له (وزير) فاضل رحمه الله، الشيخ (السيد صالح شعيب) مسؤول عن شؤونه الخاصة بمنطقة مكة المكرمة وجدة والطائف، وكانت أعمال الأمير بندر الخيرية بمكة المكرمة تقدم من خلال وزيره فكم من بيوت فقيرة عاشت سنوات من مخصصاته، وكم من أزمات مالية لمساجين من أهل مكة ومحتاجين كانت تفرج على يد وزيره من حساب الأمير بندر بن عبد العزيز، حيث لم يكن يرغب في الإعلان والإعلام عن أعماله الخيرية.
وجدير بنا في هذا المقام أن نذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله، قد زاره عدة مرات في منزله بالرياض للاطمئنان على صحته.
وإني أتقدم بخالص العزاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهده الأمين ولأبناء الفقيد وبناته وكافة أفراد الأسرة المالكة وإلى الشعب السعودي الكريم سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.