ضعف البصر .. مشكلة وحلول
تشهد الرعاية الصحية الأولية للعيون في بلادنا تطور ملموس من حيث زيادة عدد المستشفيات والمراكز والأطباء والاختصاصيين في شتى مجالات طب العيون والبصريات، ومع ذلك تبقى بعض المشكلات والتحديات الصحية التي تواجه هذا التطور ومنها ضعف البصر الذي يؤدي انتشاره وتفاقمه إلى انعاكسات سلبية تؤثر على صحة وتنمية وانتاجية المجتمع، إذ تشير الإحصاءات إلى ارتفاع عدد حالات ضعف البصر فوفق نتائج مسح ذوي الإعاقة لعام 2017 الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء بلغ عدد السعوديين الذي يعانون من مشكلات في الرؤية بدرجات متفاوتة «خفيفة – شديدة - بالغة» 811,610 شخص، ويعزوا الأطباء أسباب ضعف البصر إلى مجموعة من أمراض العيون منها «الشذوذ في اللطخة الصفراء، الالتهابات الصبغية الوراثي، اعتلالات الشبكية، الماء الأبيض، الماء الأزرق، داء السكري وغيرها بالإضافة إلى بعض المتلازمات والأمراض النادرة مثل داء بجهت».
وتكمن مشكلة ضعف البصر في محدودية مراكز الخدمة ونقص الكوادر المتخصصة في المجال مقارنة بعدد الحالات وتوزيعها الجغرافي إضافة إلى صعوبة حصول المرضى على المعينات البصرية والأجهزة المساندة بطريقة ميسرة، فبحسب علمي إن الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات ضعف بصر حالياً هي عيادة ضعف البصر في قسم البصريات بجامعة الملك سعود بالرياض، وعيادة إبصار بجدة وبعض عيادات العيون بصورة متقطعة، وكان د. عبدالله زبن العتيبي (أستاذ البصريات بجامعة الملك سعود) قد خلص في دراسة أجراها عام 2006م على 75 عيادة عيون إلى أن 95% من العيادات لا تقدم خدمات ضعف البصر، وأن غالبية مقدمي الخدمة لم يخضعوا لتدريب خاص بالتعامل مع حالات ضعف البصر.
ومن المؤكد أن عدم تلقي المريض للخدمة سيؤدي به إلى الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والخوف من فقدان البصر نتيجة للصعوبات التي يواجهها في حياته اليومية مثل عدم القدرة على «قيادة السيارة، تمييز الوجوه، قراءة الصحف والمطبوعات الصغيرة، تمييز الأوراق النقدية، مشاهدة التلفاز من مسافة طبيعية، التنقل في المنزل أو الأماكن الأخرى، الرؤية في الاضاءات الخافتة، المشي الخارجي نهاراً أو ليلاً، تحديد المسافات لرؤية السيارات، الحواجز، وغيرها». وبالتالي سيصبح عاجزاً وعبء على نفسه والمجتمع من حوله.
وبرأيي أن حل المشكلة يبدأ بـ:
(أولاً) تنمية الوعي والإدراك بين أفراد المجتمع بأن العناية بضعيف البصر واعتباره عنصر هام في المجتمع هي مطلب ديني واجتماعي واقتصادي، وأن أي فرد معرض للإصابة بضعف البصر إما بسبب مرضي أو عامل السن أو حادث عرضي.
(ثانياً) قيام مبادرات تعاونية بين القطاع الحكومي والخاص تعمل على إيجاد مراكز متخصصة للعناية بضعف البصر وإعادة التأهيل في مدن المملكة الرئيسية بهدف النهوض بمستوى الخدمات المقدمة لضعفاء البصر تمشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030.
(ثالثاً) أن يضم كل مركز على الأقل عيادة ضعف بصر تستقبل المرضى المحولين من عيادات العيون مزودة بلوحات قياسات الإبصار، معينات بصرية، الأجهزة والمعدات المساندة التقنية والبصرية لإجراء تقويم ضعف البصر ومدعمة بمرافق مساندة لتقديم مجموعة من الخدمات التأهيلية المتخصصة «الحركة والتنقل الآمن، التقنيات المساندة، برايل، تنمية مهارات الحياة اليومية، عيادة للقياسات النفسية والتوجيه والإرشاد».
(رابعاً) تدريب وتأهيل كوادر للعمل في مجال ضعف البصر وإعادة التأهيل واعداد الأبحاث والدراسات العلمية المرتبطة به.
ولا بد من الاخذ في الاعتبار عند تأسيس أي مركز اختيار موقع استراتيجي سهل الوصول للجميع حيث أن بعد المسافة يؤثر على أعداد المستفيدين من الخدمة، أن يضم فريق العمل من يتقن مهارة لغة الإشارة ووسائل التواصل اللغوية مع الإعاقات الأخرى حيث يتوقع أن من المرضى من هم ضعفاء بصر مصابون بإعاقات أخر «حركية، سمعية، ذهنية، ...الخ».
وأن يواكب تأسيس المركز برنامج توعوي يهدف إلى:
زيادة الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الخلايا الجذعية لمعالجة أمراض ضعف البصر الناجمة عن أسباب وراثية مثل الالتهاب الصبغي الوراثي.
تثقيف الأسر بالأضرار المترتبة من زواج الأقارب المتكرر خصوصاً الحاملين لجينات وراثية مسببة لأمراض عيون تؤدي إلى ضعف البصر.
الحد من انتشار داء السكري وتثقيف المصابين به بضرورة المتابعة مع عيادات العيون بصفة دورية.
تشجيع الشركات المحلية والمتبرعين من القطاع الخاص على المشاركة في تمويل قيمة الأجهزة المساندة ومعدات التكيف التقنية للمرضى الغير قادرين =.
حث المجتمع بقبول واقع استخدام ضعفاء البصر لمعينات بصرية تساعدهم على الرؤية قد تكون غريبة الشكل أو غير مؤلفة للمجتمع مثل التلسكوبات، النظارات، الفلاتر...الخ.
إجراء مسح ميداني دوري في المدارس والتجمعات العامة لأكتشاف حالات ضعف بصر وتوجيههم للخدمة اللازمة لهم.
واعتقد أن هذه هي الحلول الرئيسية لمعالجة مشكلة ضعف البصر في المجتمع للحد من العوائق التعليمية والاجتماعية والعملية التي تواجه ضعفاء البصر في حياتهم اليومية، وتنمية قدراتهم الذاتية للاستفادة من خبراتهم، والمشاركة في تنمية المجتمع صحياً واقتصادياً.
وتكمن مشكلة ضعف البصر في محدودية مراكز الخدمة ونقص الكوادر المتخصصة في المجال مقارنة بعدد الحالات وتوزيعها الجغرافي إضافة إلى صعوبة حصول المرضى على المعينات البصرية والأجهزة المساندة بطريقة ميسرة، فبحسب علمي إن الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات ضعف بصر حالياً هي عيادة ضعف البصر في قسم البصريات بجامعة الملك سعود بالرياض، وعيادة إبصار بجدة وبعض عيادات العيون بصورة متقطعة، وكان د. عبدالله زبن العتيبي (أستاذ البصريات بجامعة الملك سعود) قد خلص في دراسة أجراها عام 2006م على 75 عيادة عيون إلى أن 95% من العيادات لا تقدم خدمات ضعف البصر، وأن غالبية مقدمي الخدمة لم يخضعوا لتدريب خاص بالتعامل مع حالات ضعف البصر.
ومن المؤكد أن عدم تلقي المريض للخدمة سيؤدي به إلى الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والخوف من فقدان البصر نتيجة للصعوبات التي يواجهها في حياته اليومية مثل عدم القدرة على «قيادة السيارة، تمييز الوجوه، قراءة الصحف والمطبوعات الصغيرة، تمييز الأوراق النقدية، مشاهدة التلفاز من مسافة طبيعية، التنقل في المنزل أو الأماكن الأخرى، الرؤية في الاضاءات الخافتة، المشي الخارجي نهاراً أو ليلاً، تحديد المسافات لرؤية السيارات، الحواجز، وغيرها». وبالتالي سيصبح عاجزاً وعبء على نفسه والمجتمع من حوله.
وبرأيي أن حل المشكلة يبدأ بـ:
(أولاً) تنمية الوعي والإدراك بين أفراد المجتمع بأن العناية بضعيف البصر واعتباره عنصر هام في المجتمع هي مطلب ديني واجتماعي واقتصادي، وأن أي فرد معرض للإصابة بضعف البصر إما بسبب مرضي أو عامل السن أو حادث عرضي.
(ثانياً) قيام مبادرات تعاونية بين القطاع الحكومي والخاص تعمل على إيجاد مراكز متخصصة للعناية بضعف البصر وإعادة التأهيل في مدن المملكة الرئيسية بهدف النهوض بمستوى الخدمات المقدمة لضعفاء البصر تمشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030.
(ثالثاً) أن يضم كل مركز على الأقل عيادة ضعف بصر تستقبل المرضى المحولين من عيادات العيون مزودة بلوحات قياسات الإبصار، معينات بصرية، الأجهزة والمعدات المساندة التقنية والبصرية لإجراء تقويم ضعف البصر ومدعمة بمرافق مساندة لتقديم مجموعة من الخدمات التأهيلية المتخصصة «الحركة والتنقل الآمن، التقنيات المساندة، برايل، تنمية مهارات الحياة اليومية، عيادة للقياسات النفسية والتوجيه والإرشاد».
(رابعاً) تدريب وتأهيل كوادر للعمل في مجال ضعف البصر وإعادة التأهيل واعداد الأبحاث والدراسات العلمية المرتبطة به.
ولا بد من الاخذ في الاعتبار عند تأسيس أي مركز اختيار موقع استراتيجي سهل الوصول للجميع حيث أن بعد المسافة يؤثر على أعداد المستفيدين من الخدمة، أن يضم فريق العمل من يتقن مهارة لغة الإشارة ووسائل التواصل اللغوية مع الإعاقات الأخرى حيث يتوقع أن من المرضى من هم ضعفاء بصر مصابون بإعاقات أخر «حركية، سمعية، ذهنية، ...الخ».
وأن يواكب تأسيس المركز برنامج توعوي يهدف إلى:
زيادة الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الخلايا الجذعية لمعالجة أمراض ضعف البصر الناجمة عن أسباب وراثية مثل الالتهاب الصبغي الوراثي.
تثقيف الأسر بالأضرار المترتبة من زواج الأقارب المتكرر خصوصاً الحاملين لجينات وراثية مسببة لأمراض عيون تؤدي إلى ضعف البصر.
الحد من انتشار داء السكري وتثقيف المصابين به بضرورة المتابعة مع عيادات العيون بصفة دورية.
تشجيع الشركات المحلية والمتبرعين من القطاع الخاص على المشاركة في تمويل قيمة الأجهزة المساندة ومعدات التكيف التقنية للمرضى الغير قادرين =.
حث المجتمع بقبول واقع استخدام ضعفاء البصر لمعينات بصرية تساعدهم على الرؤية قد تكون غريبة الشكل أو غير مؤلفة للمجتمع مثل التلسكوبات، النظارات، الفلاتر...الخ.
إجراء مسح ميداني دوري في المدارس والتجمعات العامة لأكتشاف حالات ضعف بصر وتوجيههم للخدمة اللازمة لهم.
واعتقد أن هذه هي الحلول الرئيسية لمعالجة مشكلة ضعف البصر في المجتمع للحد من العوائق التعليمية والاجتماعية والعملية التي تواجه ضعفاء البصر في حياتهم اليومية، وتنمية قدراتهم الذاتية للاستفادة من خبراتهم، والمشاركة في تنمية المجتمع صحياً واقتصادياً.