المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

ماذا تحتاج منا الحياة ؟


نتقلب في حياتنا* الدنيا نعيش النعيم و الجحيم *و الفرح و الحزن و الوداع و اللقاء منغمسون في الحياة حتى آذاننا لكن من فكر فينا في خضم الحياة و سأل نفسه : ماذا تريد منا الحياة ؟الحياة كما نعرف مرحلة زمنية* ما بين الستين سنة و السبعين و قد تقل و قد تزيد قليلا* .. نعيشها على هذا الكوكب المائي الذي سخّر الله تعالى لنا فيه الأشجار و الأطيار و الأزهار و الماء* فكلما في الكرة الأرضية مسخّر من الله تعالى لخدمة بني البشر حتى الهواء الجوي جعله الله تعالى متنفسا لنا بالأكسجين و بالغازات التي تحمينا من الأشعة الضارة و غيرها ..كل هذه النعم من الله تعالى لم تُخلق عبثا .. *هي لنا مهيأة لنكون بكامل استعدادانا لعمل شيء ذا قيمة* فما هو ؟
الحياة تحتاج منا الجدّ و السعي باعتدال لبناء ذواتنا و شخصياتنا ثم أسرنا و مستقبلنا وصولا إلى المجتمع الأمثل الذي يُكّرم فيه الإنسان و تكن علاقاته على أحسن وجه مع بقية بني جنسه من البشر* .. الجد و ليس الهزل و ..السعي و ليس الاتكال و إني لأستغرب حين أرى أو أسمع أن بعض البشر لا هدف لهم في الحياة ! بل إن بعضهم لا يعرفون كيف يعيشون في هذه الدنيا رغم تهئية كل أسباب السعادة و التفوق* بل إنني أصدم من كثير من البشر الذين يعيشون في المجتمعات المتقدمة فكل أسباب الرفاهية متاحة لهم لكن انظر إلى نسب الانتحار لديهم !
**** قارن هؤلاء بأجدادنا الصحابة الذين ولدوا في رحم الصحراء القاسية الجافة *
الصحابة رضوان الله عليهم فهموا الحياة فهما صحيحا* لم يتمسكوا بأي متاع زائف و لم تخدعهم ببهرجها الكذاب* وهبوا ما في أنفسهم لغيرهم* فطان مجتمع المهاجرين و الأنصار قدوة لكل بني الأرض في التآخي و التعاون و التآزر .. حرصوا على الموت فوُهبت لهم الحياة في أجمل صورها : سعادة و انتصارات و تصالح مع الذات و ختام بما يرضي الله تعالى فلماذا لا نقتدي بما اقتدوا به وهو سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ؟ هو قدوتنا و أسوتنا وهو أشرف خلق الله* هو من عرّفه الله تعالى بمعنى الحياة الحقيقي و بما نريده من الحياة و بما تريده الحياة منا ..زهد بكل الكنوز و الجواهر* و بكل متاع الدنيا و حرص أشد الحرص على التخلص من زيفها و التمسّك بالحياة الحقيقية* حياة الآخرة حيث النعيم المقيم *في جنة الوهاب الرحيم الكريم .. سعى في حياته* نعم و كدّ في عبادته حتى تورمت قدماه الشريفتان ..أخذ بالأسباب نعم لكن بأقل القليل لم يجمع إلا القلوب و لم يتاجر إلا بالبذل و الحسنات و لم يخاف إلا الله تعالى ..نشر التوحيد العدل و المساواة و المحبة و المؤاخاة و نبذ الظلم و البخل و العداوة و الشرك ..فيا شباب أمتنا ما أشد حاجتنا للعودة إلى سيرة خير البشر و قراءتها من جديد مرات و مرات و التقيد بما جاء فيها ففيها حقيقة الفلاح و أسرار النجاح *.
قال الله تبارك و تعالى (* لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( سورة الأحزاب 21) ***)
هذه الآية تبيّن *لنا كيف* نرضي الله تعالى باتباع الرسول صلى الله عليه و سلّم* وحينها ندرك ماذا تحتاج منا الحياة ..
وكم يروقني قول الشاعر
هذا رســول الله هذا المصطفى هذا لـــرب العــــالمين رســول
هذا الــــذي رد العــــيون بكفه لما بدت فوق الـــخدود تسـيل
هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهــــاجه للسالكين ســـبيل
يــــا رب إني قـد مدحـت محمداً فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل
صلى عليك الله يا عــلم الهدى ما حن مشتـــــاق وســار دليل
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 0  0  34.0K