اين نحن من الانتماء الوظيفي المؤسسي؟
في بداية الامر نحتاج ان نتعرف على مفهوم الرضا الوظيفي بتركيز حتي يمكننا ان نحدد هل لدينا انتماء وظيفي لجهات عملنا التي كرسنا اوقاتنا لمعالجة امور العمل وتنشيط الانتاجية المستهدفة في خططها وفي رؤاها المستقبلية .. ونلاحظ ان موضوع الرضا الوظيفي هو أحد الموضوعات التي حظيت باهتمام الكبير من علماء النفس والمختصين، ومعظم الأفراد يقضون جزءاً كبيراً من حياتهم في العمل، وهذا جعلهم يبحثون عن الرضا الوظيفي ودوره في حياتهم الشخصية والمهنية، كما أن هنالك وجهات نظر مدعمة للرضا الوظيفي الذي قد يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ويترتب عليه الفائدة للمؤسسات والعاملين بها، مما أدي الي ازدياد أهمية دراسة هذا الموضوع والتركيز عليه.
والرضا الوظيفي عبارة عن مشاعر العاملين تجاه أعمالهم وهو ناتج إدراكهم لما تقدمه الوظيفة لهم ولما ينبغي أن يحصلوا عليه.. وهو محصلة للاتجاهات الخاصة لمختلف العناصر المتعلقة بالعمل وسياسات ومزاياه، وما يتعلق بالأمن الوظيفي، والمسؤوليات الملقاة علي عاتق الموظف والتقدير والحوافز والتعويضات في المؤسسات ومنظمات الاعمال، والرضا الوظيفي عن العمل مفهوم مركب وله عدة أوجه حيث يرى بعض المختصين أنه إشباع حاجات العاملين، وآخرون يعطون الأهمية لبعض الجوانب الاجتماعية مثل روابط وأواصر الصداقة التي تربط العاملين وبعضهم البعض، ومنهم من يرجع مستوى الرضا إلى موقف المرؤوسين من رؤسائهم وإلي نمط الإشراف الذي يخضعون له، وهناك من يعطي الاعتبارات الخاصة بالشخصية ومدى تكاملها في محيط العمل، ويمكننا أن نحدد بان الرضا الوظيفي مفهوم متعدد الأبعاد والاتجاهات ويتمثل في الرضا الكلي الذي يستمده الفرد من وظيفته ومن جماعة العمل التي يعمل معها، وعليه فإن الرضا الوظيفي عبارة عن شعور داخلي يحس به الفرد تجاه ما يقوم من عمل لإشباع احتياجاته ورغباته وتوقعاته، وهو ايضا سعادة الإنسان وسلامته النفسية وصحتها واستقراره في عمله، وما يحققه له هذا العمل من وفاء وإشباع لحاجاته النفسية والاجتماعية .
وأن لرضا الأفراد أهمية كبرى حيث يعتبر في الأغلب مقياسا لمدى فاعلية الأداء، إذ كان رضا الأفراد الكلي مرتفعا، فإنه سيؤدي إلى نتائج مرغوب فيها تضاهي تلك التي تهدف اليها المؤسسة عندما تقوم برفع أجور عملها أو بتطبيق برنامج للمكافآت التشجيعية أو نظام الخدمات، فإن عدم الرضا يسهم في التغيب عن العمل، وكثرت حوادث العمل والتأخر عنه، ويقضي علي الابداع والابتكار ويولد حالة من الاحباط والتذمر والملل، ويكون سببا لترك بعض العاملين لمؤسساتهم التي يعملون بها، والانتقال إلى مؤسسات أخرى، وتفاقم المشكلات العمالية وزيادة شكاوى العمال من تردي أوضاع العمل، وتوجهيهم لإنشاء اتحادات عمالية للدفاع عن مصالحهم كما أنه يتولد عن عدم الرضا مناخ تنظيمي غير صحي.. ولنحاول ان نركز على الأسباب الداعية للاهتمام بالرضا الوظيفي وتتمثل في :
• ارتفاع درجة الرضا الوظيفي يؤدي إلى انخفاض نسبة غياب الموظفين في المؤسسات.
• ارتفاع مستوى الرضا الوظيفي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الطموحات لدى الموظفين ذوي درجات الرضا الوظيفي المرتفع يكونون أكثر رضا في اوقات فراغهم وخاصة مع اسرهم وأكثر رضا عن الحياة بصفة عامة.
• الموظفين الأكثر رضا عن عملهم يكونون أقل عرضة لحوادث العمل وإصاباته .
• توجد علاقة وثيقة ما بين الرضا الوظيفي والإنتاج في العمل فكلما كانت درجات الرضا عالية أدى إلى زيادة الإنتاجية .
وعلى ضوء ما تقدم نجد ان الرضا الوظيفي من أهم مؤشرات نضج المؤسسي ومدى فاعليته على افتراض أن المؤسسة التي لا يشعر الموظفين فيها بالرضا سيكون حظها قليل من النجاح مقارنة بالتي يشعر فيها الموظفين بالرضا، مع ملاحظة أن الموظف الراضي عن عمله هو أكثر استعداد للاستمرار بوظيفته وتحقيق أهدافها .. وكما أنه أكثر نشاطاً وحماسا في العمل ، وأهم ما يميز أهمية تحليل الرضا الوظيفي أنه يتناول مشاعر الإنسان إزاء العمل الذي يؤديه والبيئة المحيطة به.. بشكل عام أن الرضا الوظيفي يتكون من الرضا عن الوظيفة والرضا عن علاقات العمل والرضا عن زملاء العمل والرضا عن الرؤساء والرضا عن بيئة العمل والرضا عن سياسات الأفراد وشئون التوظيف.
وخلاصة القول .. يجب ان تسعى مؤسساتنا لرعاية القوى المحركة لتحقق الرؤى والاهداف والخطط التنموية المستدامة .
ودمتم بحب وود.
*مستشارة التنمية البشرية والتدريب
وتطوير هيكلية مؤسسات الاعمال مستشار مهني