إجراء إداري
عبارة استوقفتني من أحد القادة الناجحين بعد حديثه مع أحد موظفيه حول موضوع ما ختمها بعبارة: هذا إجراء إداري ... خرج الموظف وملامحه تعتصر ألما متوجها إلى زملائه لينقل لهم مادار بينه وبين ذلك القائد ...لم أتمكن من سماع مادار بينهم ؛ بسبب الحاجز الزجاجي الذي يفصل بيننا..لكن أدركت من خلال ملامح وجوههم مدى تأثرهم بهذا الإجراء الإداري ...
تلك الملامح المتغيرة جعلتني أتأمل كثيرا عبارة " إجراء إداري " رغم استهلاكنا لها في بيئة عملنا إلا أني شعرت حينها بأني حديث عهد بها قد يكون للفوضى التي أحدثتها داخل نفوس هؤلاء الموظفين دور في خلق مثل هذا الشعور بداخلي . تمنيت حينها أن أملك القوة ؛ لأمنعها ألا تتجاوز عتبة مسامعهم ؛ فهو ليس إلا إجراء إداري عقيم وفخ لايقع فيه إلا المدراء وليس القادة مدراء لايهمهم سوى تطبيق مايُملى عليهم فقط دون إدراك واع ٍ لأثرها على المدى البعيد على موظفيهم وإنجازهم ...
ومازلت أتساءل ما الذي يجعل القائد الناجح يقع في فخ إجراءات إدارية عقيمة قاتلة للإبداع والأمل ؟
ما الذي يجعل القائد الناجح سهل الإنقياد بتحليل سطحي للحكم على الأمور ؟
ما الذي يجعل القائد الناجح ينسى مقولة كولن بال عندما أشار إلى أن القيادة تعني حل المشاكل ، وأنه في اليوم الذي يتوقف جنودك عن البوح بمشكلاتهم هو اليوم الذي تتوقف عن قيادتهم إما لفقدهم الثقة في مساعدتك لهم أو توصلوا إلى قناعة أنك لاتهتم لهم ، ففي كلا الحالتين هذا مؤشر لفشل قيادتك ؟
ومازالت عقولنا وقلوبنا تتساءل وتتعجب من حال بعض مؤسستنا التي تفشى بها مرض الإجراءات الإدارية العقيمة .