القدوة تقليدية أم طريق مختصر لنجاح؟
ـــــ
يتمنى كثير من الناس أن يكتشف طرق تختصر لهم طريق النجاح. وحق لهم هذا الطلب حيث وعورة السبيل وظلمة المسير مرتفعات تهد الطاقة ومنحدرات تنزلق فيها الأقدام كل هذا في سبيل تحقيق الأهداف. وما أكثر السالكين وأقل الواصلين! في هذا الدرب الطويل يودُ كثيرٌ من الناس لو اكتشفوا طريقا مختصرا للوصول للغاياتهم.
فعدد من قوافل الشباب والشابات قد وجدوا العنت والنصب حقيقةً لكثرة ما سلكوا هذا الدرب ثم باءت محاولاتهم بالفشل و ينتهون مستسلمين ويائسين. و المفاجأة أن الكثيرَ منهم لم يبصروا اللوحة المنصوبة في بداية الطريق والتي كتب فيها: اتخاذ القدوة طريق مختصر لاداء مهمتك!
اتخاذ القدوة فعال للغاية وليست تقليدية بالية أو أحلام يقظة. فمثلا لو كان هدفك أن تكون معلما ناجحا في مدرستك وعلى مستوى وزارة التعليم فيمكن أن تجتهد وتقرأ في كتب التربية وطرق التعليم وإدارة الصف وغير ذلك وعلى الجانب الآخر يمكنك تقصير الطويل كما يقال و أن تتخذ معلما سبق و درسك وكان له تأثير عليك ثم تتخذه قدوة وفي كل مرة تبدأ درسك تتقمص وتلعب دور معلمك المفضل ثم سترى النتائج في عيون طلابك. وقل مثل هذا الكلام على كل مسار مهني تريد البزوغ فيه.
وبمناسبة ذكر المعلم لو دققنا النظر للاحظنا أنه ومع تقدم العلم ووضوح المناهج بالألوان والصور إلا أننا لا زالنا بحاجة لمعلم داخل الفصل فمثلا مادة التاريخ مهما وضحت بالرسوم البيانية والأرقام وتُمثِّلَت القصص سينمائيا إلا أن دور المعلم باق! لأن القدوة والمثال والأسوة لا مجال لاستبدالها.
المعلومات تكون أشبه بالمستحيل قبل أن نراها متمثلة في شخصية ما تحيها وتحييها. فمهما قرأ الإنسان وتعلم وحاول سبر أغوار علم أو فلسفة ما؛ يصعب عليه تصورها متمثلة في نفسه أو كما هي القاعدة المعروفة المستحيل يبقى مستحيلا حتى يأتي من يهدمه ويغدوا أمرا قابلا لتحقيق .
ولنضرب مثالا لشخص يريد أن يحقق مركزا عاليا في لعبة الملاكمة فقرأ بعض المجلات الرياضية والمنشورات و تدريبات حول هذه اللعبة وأيضا تلقى نصائح من بعض الخبراء ولكن سيظل شك يساوره لا يزول في نفسه ويسأل هل يمكنني فعلها؟ وكأنني به وهو في ميدان التدريب يحطمه الشك ألف مرة قائلا إن هذا مستحيل. ولكن في حال استخدام مفتاح القدوة كملهم و إذا كان ثمت من فعلها فأنا أيضا يمكنني فعلها. و حركوا مخيالكم وتصوروا هذا الرجل الذي ضربنا المثال فيه قد اتخذ محمد علي كلاي قدوة وفي كل مرة يتعب يسأل نفسه لو كان محمد علي مكان ماذا كان سيفعل؟ ولو كان في مواجهة خصمي فأي ضربة سيسدد؟
أختم بهذه الفقرة والتي ترددت عند كتابتها لأنني شعرت أن فيها نوعَ اجحافٍ لأصالة الشخصية وتفردها و أنتهيت إلى أنني أثرت كتابتها لما فيها من توضح لقوة تأثير القدوة.. .. وهنا -مثال ليتضح المقال- وهو ما الاسهل أن تكتب كتابا كاملا قد يأخذ منك سنواتٍ من جمع وإعداد وتأليف ثم الكتابة أو النسخ و اللصق؟ بالتأكيد الأسهل هو الخيار الثاني .
ثم اهتديت إلى أمر قد يزيل الخوف من فقدان الأصالة الشخصية وهو أنك تقلد وتقتدي حتى تصل إلى قريب من القدوة التي تهدف إلى تقليدها ثم بعد هذا يمكن أن تبدأ بإضافة الطابع الشخصي لك. وأختم بقولي.. في حال أنك كنت تواجه صعوابات في طريق النجاح فراجع من قدوتك؟ ومدى تمثله في ذهنك؟ و ومدى تقليدك له؟
[email protected]