طفلي!!
قرأت بأن الجميع يسمي الاكتئاب بالكلب الذي يصاحبك أينما ذهبت .. لكنه بالنسبة لي هو طفل خائف يتشبث بي دائمًا يتسلق على كتفيّ ليجلس و يدفن رأسه في شعري الكثيف حتى يصطدم رأسهُ برأسي يخاف السقوط و يشد يديه على عنقي بقوة و لأنه رغم كل ذلك طفل يهوى اللعب فإنه يمرجح ساقيه على صدري دون أن يكترث بأنه يؤلمني .
يجعلني كأم تحاول أن تتفهم ثقل طفلها و عناء حمله فتصبر عليه في أحيان كثيرة و تخرج للعامة بوجه بشوش ، تشاركهن الأحاديث و الاهتمامات تحاول أن تمارس حياتها بشكل طبيعي دون أن تخجل من طفلها الذي تحمله معها أينما ذهبت لكنه يشعر بالغيرة و يزيد من إيلامها يضرب ساقيه بقوة أكبر و يشد يديه على عنقها حتى تتذكر وجوده فأضطر فجأة إلى الانصراف و البقاء وحدي حتى أجعله يطمئن و يهدأ أو أضطر فجأة إلى التوقف عن تناول و مضغ الطعام أو التوقف عن الضحك و الكلام و كل ذلك فجأة .
يزيد من مضايقتي حتى أرغب بالموت لأيام عديدة ، أبكي و أصلي لأردد هذه الأمنية فعل عاجز لشخص لا يملك الخيارات أبدًا .
أشعر بالوحدة فجأة حتى أختنق أحاول تهدئة روحي بترديد كلمات تجعلني أسلى أحاول الغناء أو الإنصات للقرآن حتى تتوقف الأصوات و الطبول في رأسي عن المزايده أحاول أن أغلب الصوت بالصوت و في نهاية الأمر أتعب لأنني لا أستطيع تحمل عناء نطق الكلمات .
لقد غرقت في حمل هذا الطفل للأبد .. يزيد نموه و أنا تتقلص رغباتي في محاولة تهدئته