مناهجنا والأسس النفسية
إن الأسس النفسية للمناهج هي المبادئ النفسية التي توصلت إليها دراسات وبحوث علم النفس حول طبيعة المتعلم ، وخصائص نموه ، وحاجاته وميوله وقدراته واستعداداته وحول طبيعة التعلم التي يجب مراعاتها عند وضع المنهج وتنفيذه .
ومن المعروف أن محور العملية التربوية هو الطالب الذي تهدف إلي تنميته وتربيته ، عن طريق تغيير وتعديل سلوكه ، ووظيفة المنهج هو إحداث هذا التغيير في السلوك ، يقول علماء النفس التربوي : أن السلوك هو محصلة عاملين هما الوراثة والبيئة ، ومن تفاعل الوراثه وما ينتج عنها من نمو مع البيئة ومع ما ينتج عنها من تعلم يحدث السلوك الذي نرغب في تشكله في الطالب المتعلم ، لذلك لا بد من مراعاة أسس النمو ومراحله عند وضع المناهج .
إن أي منهج يغفل دراسة المتعلمين – وهم الذين تنصب عليهم العملية التربوية – سيخفق بلا ريب في تحقيق أهدافه " وذلك لأن عملية تربوية لا تراعي الشروط النمائية السائدة في مرحلة تعليمية معينه ، وما تتطلبه هذه الشروط من عوامل نساعد الناشئة على اكتساب المهارات ، والعادات السلوكية بأنواعها المختلفة المناسبة لكل مرحله لا تحقق الأهداف المرجوة منها " .
غير أن تحقيق هذه الأهداف يتوقف على قدرة مخططي المناهج على المواءمة بين مكونات المنهج وما تشتمل عليه من أهداف ، ومحتوى ، وأنشطة تعليمية ، وطرائق تدريس ، ووسائل تعليمية ، وأساليب تقويم من جهة ، ونمو المتعلم ، ومتطلباته ومشكلاته ، ومبادئ التعلم المستقاة من مختلف نظريات التعلم ، وشروط التعلم الجيد من جهة أخرى ، وهذا ما يطلق عليه الأساس النفسي للمنهج ، وبذلك يمكن تعريف الأساس النفسي للمنهج بأنه " دراسة المتعلم – بوصفه محور العمليه التعليمية – من حيث خصائص نموه ، ومراحل هذا النمو ، وما يرتبط بذلك من معلومات في مجال التعلم ، وتفسير كيفية حدوثه .
وبشكل موجز فإن الأساس النفسي للمنهج يقوم على مرتكزين أساسين ، هما : النمو وعلاقته بالمنهج ، والتعلم وعلاقته بالمنهج .