بين التماهي والفاعلية
لماذا نجحت في مشروعك "الكب كيك" الانستغرامي ولم تنجحي مع زوج كامل والكمال لله وحده ؟!!!
بصوت مرتفع أنهت الأم كلامها مع ابنتها ذات 27 ربيعا ؛ عمر لم تزهر وروده إلا في ربيعها قبل الأخيركما زعمت !!
عيناها الجميلتان حيرى .. ردت بكل هدوء : لم يكن الزوج المناسب .
هل صحيح أن صديقاتك كن لهن التأثير على قرار انفصالك عن زوجك ؟؟ سألتها محاورتها ..
صمتت وألقت بنظرها على الأرض ؛عندها فقط سادت رائحة الندم والحسرة .. انتهى المشهد.
نعم إنها المحاكاة اللاشعورية أوكما يسميها علماء النفس :التماهي "التقمص والسيرورة بالتمثيل للنموذج" .
خاصة أن التماهي عن طريق الملاحظة والتقليد يستوجب روابط عاطفية للنموذج القدوة .. باستقطاب انفعالاته وسماته واتجاهاته وقيمه التي يؤمن بها .. والعجيب أن السلوك المتمثل عن طريق التماهي يتسم بالثبات -نسبيا -وهنا مكمن خطورة الصداقات ..
عن المرء لاتسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
الجدير بالذكر أن التماهي لايكون ظاهرا إلا على المقهورين الهاربين من عوالمهم المهزومة والتي لا تلبث إلا أن تذوب في عوالم المتسلطين الأقوياء .. أملا في الخلاص ورغبة في السعادة المزعومة ..
هي عملية غسيل دماغ منظمة وغير مقصودة أحيانا .. تحرم الضحية من التفكير المجرد ورؤية البدائل وطرح الحلول الحقيقية والمناسبة لحاله وشخصه ..
في التماهي..
تطير الثقة بامتياز
تسافر من فكر إلى فكر
ترفرف بلا أجنحة قوية
وتصير النفس سجن وهي .. السجان