إتفاقات استوكهولم في مهب الريح
باتريك كامبرت يقدم إستقالته من منصبه بعد أن عجز في إقناع الحوثيين بتطبيق اتفاقات استوكهولم .
الحوثيون إستطاعوا تكبيل الهولندي باتريك، ولم يتعاطوا معه، بل لقد وصل الأمر بهم، أن قاموا بقصف مقر إقامته في الحديدة، والتعرض لموكبه، ربما أن باتريك كان صارما في تطبيق تفاهمات السويد، بينما شراذم الكهنوت كانت تريد تمرير مسرحية التسليم والإستلام، التي نفذها الإنقلابيين في ميناء الحديدة .
الحوثيون يريدون التنصل من جميع ماتم الإتفاق عليه، لكن ما موقف المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيت، وهل سيصرح ويشير بأصابع الإتهام الى الحوثيين كمعطلين لعملية التسوية في الحديدة.
ولماذا كل هذا التدليل للإنقلابيين ومحاولة غض الطرف الأممية عن كل خروقاتهم وتلكؤهم ، وهل سيكون خلف باتريك الدنماركي اليسياغرد، حازما مع المليشيا، أم غير ذلك، هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
لكن في الجانب الآخر ماذا أعدت الشرعية للإحتمالات؟
وهل مازال خيار الحسم العسكري قيد التنفيذ؟ أم أن التواني قد خيم على الأحداث، فانكفأت الشرعية فاغرة فاها تترقب ما سيفصح عنه المبعوث الأممي .
نجح الحوثيين في فرض أجندتهم على الهولندي باتريك واستطاعوا إزاحته من المشهد العسكري، لأنه لم يتعاطى مع أهوائهم، ولكن مامصير الدنماركي اليسياغرد، مع الحوثيين، وهل سيلقى نفس المصير ، فيما إذا أصر أن يمضي على منوال سلفه.
و هل ستظل الأمم المتحدة تحابي هذه المليشيا الإرهابية،التي اتضحت دمويتها وخروقاتها لكل المواثيق الأممية والإنسانية، بعد أن وصل الأمر بهم إلى إعتقال النساء وإخفائهن قسرا وممارسة أبشع وسائل الإجرام في حقهن .
في إعتقادي أن هذه الجماعة لم ولن تنصاع لأي حل يرأب صدع المجتمع اليمني، فلقد انقلبت هذه الجماعة على الديمقراطية وقوضت دعائمها وعلى المجتمع الدولي أن يكون حازما في محاربة كل من يخرج عن إطار الديمقراطية، والحوثيين وعصاباتهم خرجوا عن البرتوكول الدولي الداعم للديمقراطيات الناشئة ويجب محاربتهم لأنهم لاينطلقون من منطلقات القانون الدولي والذي يحارب كل أشكال الإرهاب والتمييز العنصري .
في إعتقادي أن مارتن بدرالدين حوثي معتق سيجد مخارج وتسويقات لجماعته، لكن هل التحالف والشرعية يستطيعون فرض أمر واقع ينهي كل هذا العبث الحوثي؟ ؟