المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
أ. خالد الدعجاني
أ. خالد الدعجاني
أ. خالد الدعجاني

المادة الأولى في التربية



يقف الإنسان في حياته بين قوتين، تدفعه إحداهما إلى الشر بما رُكب فيه من شهوة وغضب، وتدفعه الأخرى إلى الخير بما رُكب فيه من عقل ورشد، وعلى كل إنسان أن يعلم أن الذي خلق هذا الكون وسخر له كل ما فيه هو نفسه الذي وضع الدين وأمر به وحث عليه، وذلك لأن القصد من الدين تزكية النفوس وتطهير القلوب وإقرار الخير والصلاح في الأرض وربط الإنسان بخالقه، فالله سبحانه وتعالى هو الحق والحق كل الحق في اتباع أوامره واجتناب نواهيه، والشيطان هو الباطل والباطل كل الباطل في اتباع وساوسه والاستسلام لنزغاته.
وإن لمن الواجب المتحتم أن يكون الدين الصحيح الخالص هو المادة الأولى في تربية النشء، فطبيعة الإنسان تقضي بالاعتماد على العنصر الديني كأساس أول في التهذيب والتربية، وأن أي تربية تخلو من الدين هي تربية لا تسير وفق طبيعة الإنسان، وقد دلتنا مشاهداتنا وآخر آخبار مجتمعاتنا أنها تربية لم تجنِ الأسر منها إلا الندم والشقاء والفضيحة والدمار. لقد أصبح كثير من شبابنا وشاباتنا اليوم غير قادرين على تقدير القيم الكريمة التي يسوسون بها حياتهم ويحمون بها أنفسهم، وقد انحلت عند بعضهم الكثير من الروابط، وانساق البعض منهم نحو (حرياتهم المزعومة) لا يهمهم سوى شهوات تُقضى وانفعالات تحتدم.
لقد انحرفت التربية وقل الوازع الديني واضطربت المفاهيم، فانقلب الشباب والشابات على القيم والعادات باسم الحرية! واستباحوا الفواحش والمنكرات باسم التقدم! بل وصل الحال إلى أعظم من ذلك وأخطر؛ إلى ترك البلاد واللجوء إلى بلاد أخرى تحت مظلة حجج واهية وأسباب باطلة، مسيئين بذلك لوطنهم ولعشيرتهم ولأهلهم ولأنفسهم.
وكثيرًا ما تصرف النظرات الخاطفة والدعايات الباهرة أو التقاليد الوافدة والرسائل الخفية نظرات الفرد عن حقيقة واقعه فيظنه خيراً وهو شر ويظنه تقدما وهو تأخر ويظنه حرية ولجوءا وانعتاقا وهو فوضى وضياع وانحلال.



*باحث دكتوراة في الدراسات الأدبية
بواسطة : أ. خالد الدعجاني
 2  0  34.7K