#المملكة دولة فتية وأسرة ذكية.
المملكة العربية السعودية دولة تستند إلى وعي بذاتها التاريخية التي تشكلت في سياق عقدي متزن وصلب لدين شكل كل تفاعلات الصراع الحضاري ومعطيات البناء الموحد لبقعة جغرافية حيوية فطريا وروحياً ومادياً وآثرت هذه الدولة المنطق السياسي المتسم بوعي أكبر وأعمق بطبيعة التحديات وما الذي يتطلبه الصراع من تكتكيك ذكي يفوت من سعي المتآمرون عليها وعلى الأمة من تحقيق أهدافهم الخطرة .
لقد ظلت الأسرة الملكية الحاكمة لهذه الدولة المركزية والفتية قادرة باستمرار على تصنيع الأدمغة الذكية والدفع بها إلى ساحة الصراع السياسي الدولي لتمارس أدوارها بذكاء ودهاء وتدير في مواجهاتها هذه اللعبة بإدراك عميق لأهدافها ومستبطنات مقاصدها الهادفة لتحويل المنطقة إلى بركان صراع ذاتي يفور فيتأجج قاذفا بحممه على ذاته وبعضه ، وبالتالي سعت المملكة إلى صياغة استراتيجية فعالة وفق تكتيك ذكي يستفيد من ديناميت الصراع الدولي في تنافس أضداده لتحقيق تموضع لها يمكنها من إدارة الصراع حولها بما يعيد ترتيب الواقع الموضوعي وفقا لمحددات السياسية الاستراتيجية الخارجية لها وما يفوت لعبة أصدقاءها المتربصين قبل أعداءها الخطرين.
البعض يعتقد أن السعودية تخوض تحالفا مطلقا مع الغرب وخصوصا قائدته "أمريكا" وهذا غير صحيح فهذه الدولة تستفيد من طاقة القوة لدى حلفاءها وتوظف هذه القوة بذكاء لصالح تقوية ذاتها وتحصين وجودها من أي خطر بشكل مؤقت حتى تستكمل بناء قوتها الذاتية وهذا التفكير الاستراتيجي يأخذ بعين الاعتبار وبشكل أساسي أهمية الاستفادة من دماغه المعرفي والتكنولوجي ونقله إليها لأنه يمثل أحد أبرز معززات القوة في عالم تغيرت أدوات صراعه وزادت تعقيدا .
إن السعودية بلد مركزي وهي دائما مأخوذ أساسي في تصورات ذهنية قوى الصراع العالمي ، وتدرك هذا جيدا ولهذا تسعى إلى الاستفادة من هذه النظرة المرتبطة بواقع الصراع على منابع النفط لتعزيز قوتها وفرض وجودها كفاعل مؤثر يفرض شروطه من واقع قوته الذاتية وهذا يتطلب أيضا تشكيل المنطقة انطلاقا من هويتها وتوحيد وجودها الجيوسياسي..