كن كما يريد منك ربك.
البعض يستغل طبيعتك الذاتية في عدم قدرتك على أن تكون تافها ومن هذا المنطلق يظلمك ويهضمك ، هو يدرك جيدا أن لديك طبيعة أخلاقية ثابتة تتمثل في عدم قدرتك على أن تمارس ابتزازا ضده بأي شكل كان ، لا يرى في هذه القيم السوية لديك مثالا لإنسان فاضل ينبغي تقديره وعدم هضمه وظلمه ، بل يرى فيها نقطة ضعف ينبغي استغلالها ، لذلك تجده يتجاوب مع كل من يبتزه ، الحقيقة أنني حين يتعلق الأمر بأن أكون تافها أعجز عن ذلك ،لي نفس عصية على الانقياد لمسلك التفاهة لا أستطيع تحقيق مطالبي الذاتية بشكل مسف أخلاقيا ولا أميل إلى ممارسة أساليب ملتوية في الوصول إلى مبتغياتي ومطالبي الذاتية ، ولهذا عشت مهضوماً باستمرار يتعسر كل مطلب أريده ولا أحصل عليه الا بشق الأنفس وآخر الطالبين..
أنا أيضا من النوع الذي لا تغيره الظروف جيدها وسيئها ، لطالما بقيت على النحو الذي أنا عليه ولم يحدث أن طرأ ما يغيرني ، إن تيسرت أموري حمدتُ الله وشكرته ،وإن تعسرت حمدته وشكرته ودعوته ، أخلاقي كما هي يزيدها الخير قوة وعند الشدة تبقى كما هي لا يمكنها التأرجح مع أي حال أو ظرف تزداد بالخير وتثبت عند الضر .
ودائما أقول لنفسي :عندما لا
تحصُل على ما تريد أو ما تعتقد أنك كنت تستحقهُ هذا لا يعني أَنك تعيس حظ كما يقولون لا، بل يعني ان الخير فيما لم تحصل عليه وان الشر كان في حصولك عليه ، وتقدير الله لك هو الأفضل والتسليم بهذا القدر هو عين الإيمان ، قد تَتألم في أنك تعبت كثيرا ومللت من كون الأمر يأتي على غير ما كنت توده لكنّك في النهاية مُؤمن، والإيمانُ وسيلتك الوحيدة في جعل كُلّ الأشياء هيّنة عليك...