المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

يا هلا بالضيف


نشأنا كراما*نقتبس من أثر أجدادنا إعلاما ..*
مع حليب أمهاتنا أرضعونا الترحيب* بالضيف وأن نكون كراما لا لئاما ..
وقد حفظنا عن أجدادنا أن الجودَ من الموجود
فمن أجمل العادات وأجلّ العبادات التي استقيناها من أسلافنا عادة إكرام الضيف ..حتى أن حاتم الطائي في جاهليته بلغ غاية المدح بفضل كرمه و إكرامه لضيفه حتى حدّث علماء التاريخ العربي أنه ذات يوم لم يملك في بيته شيئا فطلب من حليمة –زوجته – أن تتدبر أمر الضيافة* فلم تجد شيئا فقام إلى فرسه و ذبحها و أطعم الضيف .
وهي أيضا عبادة* نتقرّب* بها إلى الله تعالى سيرا و تأسيا بسنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد كان قدوتنا و نبراسنا و مرشدنا و معلمنا في إكرام الضيف حتى و إن لم يكن في أبياته غير التمر و الماء. **

روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في كتاب (الجامع الصغير للمحدث السيوطي ص2953)** حديثا رواه أبو هريرة* رضي الله عنه** أن النبي* قال ((*أيما ضيفٍ نزل بقومٍ ، فأصبح الضَّيفُ محرومًا ، فله أن يأخذَ بقدرِ قِراه ،
و لا حرَجَ عليه ))
ومما يجول في ذهني أن الناس في الزمن الماضي كانوا على فطرتهم بسطاء في استقبال الضيف و الترحيب به فما أن يطرق بابهم ضيف حتى يسارعوا إلى دعوته إلى (شِق الضيف )* أو (مجلس الضيف ) بلا تكلّف بل بساطة و ابتسامة و كرم من حواضر البيت ..
أما اليوم فما أن نسمع أن ضيفا سيزورنا بعد يومين أو ثلاثة حتى نجري ننظف المكان و نستعد خير استعداد على الرغم من أن غرفة / مجلس الضيف نظيف و مرتب و جاهز لأي ضيف في أي وقت مليء بخيرات الله فاكهة و مكسرات ..و* لكنه التعقيد و نار التقليد ..فلنعد للبساطة فقد كما أسلافنا كانت صاحبة البيت كأنها جارية
وصاحب البيت كأنه أسير* يقومان بالخدمة بوجه بشوش و صدر* رحب و كل همهم رضا الضيف ..
أما اليوم فقد تجد الكشرة على الوجه فقط نتقيد بعادات صب القهوة باليد اليسرى و الفنجان باليد اليمنى ..
جميل هذا الطبع لكن ألا من ابتسامة على الوجه ! أعرف أن كثير منا ما زالوا أوفياء لعادات الكرم و عبادات استقبال الضيف* لكن ثمة قلة طحنت تفكيرهم البهرجة و سحلت أفكارهم العولمة و التطور فلا يقومون بالواجب إلا لمصلحة يطلبونها من الضيف ..ألا هل عدنا إلى بساطتنا وروح عبادتنا و رونق عاداتنا !
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 0  0  17.9K