تحت راية آل البيت
أربع سنوات منذ سقوط صنعاء وبعض المحافظات اليمنية، في يد مطايا فارس وسلالاتها الهجينة ، التي كانت تتحين الفرص للعودة إلى سدة الحكم متغلغلة في أروقة النظام السابق، والذي من خلالة عبرت مستغلة الغفلة وسوء الإدارة لنظام كان يلعب على المتناقضات.
أربع سنوات عجاف ، تردت فيها حالة الشعب المعيشية ، ووصلت العديد من الأسر العزيزة إلى قاع سحيق من التردي الإقتصادي، واختفت معالم الحضارة والمدنية.
لقد عاد بنا أولئك الصبية القادمين من جبال مران إلى عصور التخلف والجهل، وطمسوا معالم الألفية الثالثة، وأرجعوا اليمن إلى أزمنة يحيى الرسي وزمرته الصفوية، حتى دخل اليمن بسبب رعونتهم في نفق مظلم وفي جهل مركب، فتعسا لهم، كيف يححبون النور، وينشرون الظلام .
إننا - باختصار- إزاء سلالة بغيظة أردت الإسلام والمسلمين، سفكت الدماء المحرمة، واستباحت الأعراض بدعوى أسطورية ماضية متخلفة تستنسخ نظرية الحق الإلهي تحت مسمى "حق آل البيت"، وتحت مبرر الاصطفاء المزعوم، وبدعوى السيادة ، والتميز والعرق الأرقى والإرث النبوي.
هكذا سوق المزيفون زيفهم و الضالون ضلالاتهم مستغلين عاطفة الشعب وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هذا المنطلق إستطاع أولئك المارقون -المتسربلون بسربال آل البيت - التغرير بعوام الناس وتجنيدهم لخدمة مشروعهم الكهنوتي السلالي الذي سفكوا الدماء تحت رأيته، و على نحو لم يشهد التاريخ الإسلامي أشد منه فتكا بالإسلام والمسلمين.
أنهم - باختصار - قتلوا ويقتلون المسلمين تحت هذه الفرية، وتحت هذا العنوان الزائف المخاتل، فقد قتل عرابهم الأكبر عبدالله بن حمزة- مفتخرا متبجحا- مئات الآلاف من قبيلة بني مطر (من طائفة المطرفية)، ومئات الآلاف قتلهم يحيى أستاذه في الإجرام يحيى الرسي، ومئات الآلاف قتلهم يحيى حميد الدين من أبناء تهامة واليمن الأسفل، وهكذا كان ديدنهم، فكل إمام يأتي يستبيح الحرمات ويثخن حتى ترتوي الأرض من دماء أبناء شعبنا.
أربع سنوات من تنفذ هذه المليشيا على صنعاء، انتهت فيها معالم الحياة وقتلت فيها الطمأنينة وفقد فيها الأمان، وانعدمت فيها مقومات الحياة، فخرجت اليمن في عهدهم عن محيطها الإقليمي والدولي، وانعزلت كما كانت في عصور الأمامة البائدة، ما أشبه الليلة بالبارحة، فكأنما نحن في عهد يحيى حميد الدين أو من سبقوه من جلاوزة الكهنوت السلالي .
) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) .
فالصادق المصدوق جاء برسالة من ربه ، ولم يأت بملك ولا بحاكمية يورثها لأحفاده، بل قال فيه تعالي (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) .
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف لو تنفذت هذه الفئة لفترة أطول ، فلعمري أنها سوف تزدهر المقابر ، وتغلق المدارس وتبنى المتارس، وتهدم المساجد ، وسيهجر القرآن ،و يعم الجهل والمرض أرجاء البلاد ، كيف لا، وبرنامجها الذي تريد تعميمه على الشعب ، ليسهل لها السيطرة والتمكين لا يتسنى إلا بالجهل، وهي مثل الفيروسات لاتعيش إلا في المياه الآسنة.
في اعتقادي، لو قدر أن يبعث محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه، وأوقفهم عن غيهم لقالوا له : اذهب فأنت داعشي، وكذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه لو جاء لخالفهم فيما هم عليه، و لقالوا عنه إخونجيا وتكفيريا ولأوجبوا حربه، ولحاربوه، ذلك أنهم قوم لايفقهون، وذلك بأنهم قوم مجرمون .
عبدالناصر بن حماد العوذلي
27 ديسمبر 2018