صحفي غلبان..الحلقة الأخيرة وابتدى المشوار
ويبقى الغلبان غلبان.. وفي اليوم التالي حضر سعيد مبكرا لمبنى الصحيفة قبل أن تفتح والحماس يكاد أن يقتله ..سكت لوقت وجاء البواب العم يونس سأله وش عندك ياولدي؟؟ قال لدي موعد مع رئيس التحرير .. حزن عليه العم يونس وقال الله يعينك!!!! وبعد ساعة وصلت سيارة رئيس التحرير ابوسمسم الى مبنى الصحيفة مر من أمامهم ولم يسلم كعادته أو يلتفت حتى ظن سعيد أنه لم يره..
فهرول خلفه ثم فتح له باب السيارة وسأله أبوسمسم وش عندك؟؟ رد سعيد أنا سعيد أمس جيت لك وأراد أن يكمل القصة المسكين فقاطعه أبوسمسم وقال نعم نعم تعال وراي
دخل أبوسمسم من باب الصحيفة وهو يشهق ويزفر كبرا وكأن لا أحد أمامه ولم يسلم على أحد كعادته ولما وصل الى مكتبه أراد سعيد أن يدخل معه فنهره وصفق الباب في وجهه قائلا خلك برا الى أن أناديك ..ظل سعيد ملطوعا لساعات أمام باب مكتب أبوسمسم ثم طلب من السكرتير أن يخبر أبوسمسم أنه في الخارج بعد لحظات أمر بدخول سعيد وهو أمام السكرتير دخل سعيد ومعه شهاداته وخبراته وكل مستقبله سلمها لابوسمسم نظر اليها للحظات ثم رماها على الأرض وقال لسعيد انظر لشهاداتي واذا بها شهادات عالمية من هارفرد وكامبرج واكسفورد وجامعات لا يعرفها طبعا جلس يتبجح أنه حصل عليها بجده وتعبه وهو يشير الى الشهادات.. والسكرتير يغالب الضحكة وهو يقول وين هلكوني عنك يا نصاب؟؟
المهم قال أبوسمسم لسعيد ستبدأ مثلي من الصفر.. وأخذ أبوسمسم يسرح في أفكاره ويعود للماضي السحيق ويتذكر كيف أنه ذاق الويلات وتجرع الصبر حتى وصل الى ماهو عليه الأن.. بداً من بيعه للكبدة والبيض المقلي في دواري ومسابقات كرة القدم في رمضان وعمله حمال في بقالة عند عم عبدالرؤوف الذي كان يضربه إذا تقاعس ثم شرائه لدراجة وتوصيله الطلبات الى ساعة الحظ ذات مشوار وهو يشتغل كداد على سيارته المتهالكة ينقل الناس في طريقه
ذات يوم ولنقل ذات حظ انفتحت له طاقة القدر والسعد فقد كان يشتغل بسيارته واشار له رجل في الشارع عليه هيئة الكبراء ..فتوقف له وقال له الى أين؟؟ قال الرجل الى صحيفة الغد الأفضل وهما في الطريق قص أبوسمسم على الرجل قصة كفاحه وذله كاملة من بداية حياته حينما كان طفلا الى يومه هذا ..صمت الرجل رئيس التحرير قليلا ثم قال عد الي غدا.. المهم قام الرجل بتوظيفه في الصحيفة ..بدأ بوابا وبسبب مهارته في دهن السير وفهلوته واستلطاخه وحسن تصرفه وخفة دمه ترقى بسرعه الى أن أصبح نائب رئيس التحرير بل تزوج ابنة رئيس التحرير الوحيدة ..ولما أحس رئيس التحرير بالتعب وأخذ منه العمر ماأخذ قرر أن يتقاعد ومن باب ما لا تستطيع أخذه بالشهادة تستطيع أخذه بالزواج صار أبوسمسم رئيس التحرير عين الرجل صهره وبأسلوب الحرامية وقطاع الطرق حلت اللعنة على الصحيفة والتي كانت من أنجح الصحف في وقتها ..أصبح أبوسمسم يدير الصحيفة بأسلوب العصابات تحت بند وش يقولون عني.. قام بزرع الجواسيس والبصاصة في كل مكان وانشغل بالتجسس على الكتاب والإداريين أكثر من اشتغاله بالصحافة وسرعة نقل الخبر والتفاعل مع أحداث الوقت.
فجاءة رجع أبوسمسم لوعيه وانتبه لسعيد فقال له ستبدأ من الباب.. رد سعيد أي باب قال بوابة الصحيفة ستكون بوابا بدلا من عم يونس فهو رجل قد كبر وعلى وشك التقاعد.. لم يعلم سعيد أنها بداية المحنة .. فبالإضافه الى عمله كبواب وهو الطالب الجامعي المتفوق والأول على دفعته بمرتبة ألشرف أصبح يجلب طلبات الفطور والغداء للصحيفة ويرسله ابوسمسم الى أبعد الأماكن أحيانا مشيا على الأقدام وأحيانا على دراجته.. سعيد روح جيب لي تميس بالجبن من محل الأفغاني اللي في الحارة الثانية وكم تمشكل سعيد مع ابناء الحارة بسبب شقوة الاولاد الصغار هناك فقد كانوا يرمونه بالحجارة ويشتمونه وهو على دراجته ولا تحل المشكلة الا بحضور الشرطة وحضور ابوسمسم ويقوم بسب ونهر وتهزىء سعيد أمامهم وهو البريء.. بقي سعيد على هذا الحال لعدة سنوات وكلما طالت السنوات زاد الذل وفي الأخير هرب من الصحيفة وأحرق شهاداته كلها وانتهى به المطاف الى عامل في كافتيريا القريات
وكم من سعيد في حياتنا؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!