نحن والزمن
الزمن هو مادة هذه الحياة، والروح التي تجري في عروقها ، فماالحياة في حقيقتها إلا زمن يمر ويمضي ، ومن أدرك الزمن على حقيقته فقد أدرك هذه الحياة على حقيقتها ، وبانت له معالم الطريق الذي ينبغي سلوكه .وماالزمن إلا الأمم ، إذا حافظت عليه دبت الحيوية في شرايينها ،وإذا أهملته أمست هامدة خامدة لاروح فيها ولاحياة.
من يتأمل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم يجد أن لكل منهم هدف قوي وطموح كبير لم يغادر الدنيا حتى رآه متحققاً أمامه فنشروا رسالة الإسلام في شتى بقاع الأر ض وفتحوا المدن والبلدان، هذه هي النفوس الأبية والعزائم الصادقة .
أحدهم تنزل ملائكة السماءلتستمتع بجمال تلاوته للقرآن في جوف الليل ، والآخر يسعى في طلب العلم ويحفظ الآلاف من أحاديث رسول الله وهو ابن 13 عاماً وسعى في طلب العلم حتى بلغ منه مبلغاً فأصبح بيته جامعةً للمسلمين، وآخر يتخلى عن مايملك من أموال لمشركي قريش حتى يتمكن من اللحاق بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر إلى المدينة ليبشره رسول الله بعدها بقوله : " ربح البيع ياأبا يحيى ربح البيع " دخل على أيديهم من عظماءالمشركين من دخل في الإسلام وخاضوا المعارك وفتحوا البلدان والأمصار فلم يمت أحدهم حتى حقق ماكان يسعى إليه وبُشرَ بجنات ورضوان .
البعض منهم لم يعش عمراً طويلاً لكنه حقق انجازات عظيمة خلدها التاريخ فخراً حتى اليوم .
هكذا هم الناجحون يركزون على الهدف النهائي ويرفعون رؤوسهم ناحيته، بصرف النظر عن عدد المرات التي يقعون فيها ، يبدؤون في سن مبكرة نسبياً في حين يستمر الفاشلون في المماطلة والتسويف حتى يفاجؤون بسن الشيخوخة ،وحين يبدأ الناجحون بتطبيق أفكارهم من( الغد ) ينتظر الفاشلون "فرصة أعظم" أو توقيتا ً أفضل حتى تطير الفرصة من أيديهم .
أخيراً .. أخي ..أختي ...
الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه.
رسالتي إليكم لاتقل هذا ليس من عملي وليست مهمتي فأنت تمتلك طموحات وأحلام تخدم بها نفسك وأسرتك ومجتمعك ووطنك قم وانهض خطط ونفذ طور من ذاتك فلاتكن فلان اليوم هو نفسه فلان الذي قبل عشرة أعوام،فالوقت من ذهب والعمر يذهب والجنة درجات .