المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 29 أبريل 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

هل الأخت الكبرى أم ثانية ؟*


في تراثنا الأصيل نتناقل روايات* أكثرها صحيح* ، و من أصح الروايات ما ورد في قصة سيدنا موسى حين* قالت أمه لأختيه قصيه أي اقتفي أثره و تتبعيه..كما ورد في آية 11 من سورة القصص ..قال الله تعالى :
*(** وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ* )
فهذه أخت سيدنا موسى حملت همّ سيدنا موسى مع أمه و ساعدت في تربيته ككل أخت كبرى نقدّر مسيرة عطائها و تضحيتها مع الأم* فالكبرى هي أول من ساعد الأم* هي أول من حمل أخوتها في ضعفهم و هي بلا شك أول من تعلّم الأمومة من أمنا ثم مارسها : فهي من جلت و غسلت و طبخت* حين كنا صغارا ..وحين لم تكن التقنية و الأجهزة الحديثة قد قدمت يد المساعدة في البيت .
*** لسان حالنا يقول : أختي الكبرى أنت حقا أمنا الثانية* .. أنت الحنان و العاطفة و الرؤية .. أنت من سهر و قدّم الكثير ..قد تتفاوت أدوار الأخوات الكبريات فبعضهن حملن دور الأم كله في حالة الوفاة أو الطلاق ..و بعضهن تحملّن تعليم الأخوة و الأخوات في عصر ( أميّة الأم ) و بعضهن قدمت أقل القليل ..لكن مع هذا يبقى للأخت الكبرى أهمية و دور في التربية لا ينكره ذو عقل .
* حياتنا مليئة بالمسرات و أيضا بالمنغصات ..ومن أسعد المسرات البرُّ : بر الوالدين و الأرحام و الأقارب ..و من أسوأ المنغصات النكران .. فبعضنا ينكر دور أمه و أبيه في تربيته أو على الأقل يتنكر لدور أخته الكبرى و أخيه الأكبر ..هداكم الله ..لقد قدّم هؤلاء لنا يد المساعدة و بذلوا فوق طاقتهم* بمحبة و عاطفة حين لم نكن ندرك أو نعقل فعجبا لنا ..الآن حين كبرنا أنكر بعضنا فضلهم !!!
مّن منّا مسح دمعة أخته و أخيه ؟ مّن منّا تذكره بدون مناسبة ..هل جرّبت في يوم ان تتصل فيه أو فيها بلا موعد و تقول له : الله يجزيك خيرا عن مساعدتك لوالدينا في تربيتنا ؟ أعرف أن الخير* فيكم و البر بحمد الله موجود لكن هل كل بيوتنا فيها بر؟ فلنراجع أنفسنا و لنتدارك أرحامنا فطائرة الموت تغادر في أي لحظة وتقبيل الصور و البكاء على بقايا الأخت و الأخ لا يساوي تقبيل جبينهم أحياءً .
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 0  0  50.7K