لعله خيرًا والخير ما نحن فيه
** تعترينا في حياتنا اليومية أحوال و أحوال تتدرج بين السرور و الشرور بين خيبات الأمل و أفراح تسعد المقل .. سُنة الحياة* التغييرُ .. فلا يدوم إلا وجه الله تعالى .. نحزن نعم فلنا قلوب مليئة بالمشاعر لكن لا نيأس لفراق عزيز أو هجر صديق أو صدمة مفاجئة أو خسارة أسهم أو انهيار مبنى أو تفرّق أسرة ..أو فشل في الدراسة أو طلاق أو وفاة .. أو معاقبتنا على ذنب لم نقترفه* أو على هجر لم يكن لنا سبب فيه .. *كلها أحداث مؤلمة نعم ..لكننا لا نجعلها تطغى على حياتنا و تنسينا هدفنا الأول و الأسمى في الحياة : مرضاة الله و عبادته على الوجه الذي* يرضيه عنا قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)* [سورة الذاريات 56]
*** لن *أطلب منك ألا تتأثر ..فكلنا بشر و حتى و أنا أصوغ هذه الكلمات هاجمني بعض الحزن لكنني طردته بالثقة بالله و حسن الظن بأن ربي* سيغير الأحوال ..فالمريض* سيشفى و اليتيم سيكبر و يعتمد على نفسه و الغائب –إن قدّر الله العودة – سيعود و من فشل مرة* سينجح* مرات .. إنما هي مواقف و أحداث مؤلمة لكنها مؤقتة ستزول : أخبرني هل سننقل هذه الأحزان إلى القبر معنا ؟ هل سنحاسب على فراق غادر ؟* أو سفر هاجر ؟ نحن مسؤولون عن أفعالنا التي صنعناها بإرادتنا لكن لا يد لنا فيما اختاره غيرنا ..نصبر على المصائب و نشكر على الخيرات و كله خير بإذن الله تعالى .
ثق بأن* أمرك كله* خير ..قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم متعجباً من أمر المؤمن: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ). [رواهُ مُسْلِم]
انظر حولك ..تأمل نعم الله التي افتقدها غيرك و أنت لا تشعر بها ..بيوت الله تعالى قريبة و تستطيع الوصول إليها و الصلاة فيها بأمان ..الحرمان قريبان منك و تستطيع الحج و العمرة و الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم إن شئت ..صحتك طيبة و تمكنك من الركوع و السجود* فاحمد الله ..عيناك سليمتان و سمعك ما شاء الله ولن أحصي بقية النعم فاحمد الله على هذه النعم قبل أن تُسلب منك فبالشكر تدوم النعم .