ابحث عن أصالة الرجل في أخلاقه .!
الشخص الذي يضفي لنفسه أهمية بشكل مستمر بحضور آخرين من خلال عرض مواقف حدثت معه أو الحديث عن علاقته بأشخاص لديهم مناصب أعلى أو مكانه اجتماعية يعاني من عقدة نقص في مستوى نظرته لذاته وهذا التدني الداخلي ينعكس على شكل حديث عن الذات يربطه بمواقف وأشخاص يعتقد أهميتها أو أهميتهم قد تكون تم مسرحتها من أجل منحه الثقة بذاته كنوع من العلاج التحفيزي والتشجيعي ، لكن العلاج زاد عن حده فأنتج مشكلة مرضية هي الاعتداد الزائد بالذات مصحوبا بتحقير الآخرين وبالتالي تشكل لديه مرض مركب من عقدة نقص مصحوبة بغرور ، كما أن حجم الشخص أو مظهره الخارجي يلعب دورا في تكريس مرض عقدة النقص هذه ، اللجوء إلى امتلاك الأشياء المادية الثمينة أو تلك التي يتحدث الكثير عن أصالتها هو نوع من تدني الشعور بالقيمة الذاتية للذات ولذلك يعتقد أن امتلاك هذه الأشياء التي تحتل أهمية في وعي الآخرين يمكن أن يضفي عليه قيمه في عيونهم فهو يبحث عن قيمته في أصالة الأشياء ومكانة الأشخاص وليس في ما يؤمن به من قيم ومثل وما يتحلى به من أخلاق ومكارم ونبل نابع من مستقر إيماني حقيقي ، جاء في الحديث "وشرف المؤمن قيامه الليل "
كما أن بعض الأشخاص يستمدون مكانة لا يستحقونها مهما كان مستوى ما يملكون أو ما يتمتعون من مكانة وظيفية أو اجتماعية من خلال ربط الذات بهم ، إن الفراغ القيمي والإيماني ينتج تشوها نفسيا وتدنيا في مستوى النظر إلى الذات والآخرين والأشياء "يا ليت لنا مثلما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم " "إنما أوتيته على علم عندي" "ربِ اكرمن" " رب أهانن" أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا" .
لقد تعودت أن أمدح في الآخرين ما هو أكثر أهمية بالنسبة لما أؤمن به : قيمهم ، أخلاقهم ، نبلهم ، وكرمهم أيضا ، مواقفهم المنطلقة من إيمان حقيقي بقضية حقيقية ، وسرعان ما أتحول الى سكين ذابح في خاصرتهم حين أجد أي روغان واستعلاء ظاهر أو مبطن ، لطالما صنعت توازنا في علاقاتي مع الآخرين قائمة على قيم حث عليها الإسلام ومدح فيها من يتحلى بها .