المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 29 أبريل 2024
عبدالمحسن محمد الحارثي
عبدالمحسن محمد الحارثي
عبدالمحسن محمد الحارثي

إنـسـانِـيّـة الحِـوار .. بين الحقِّ والباطل !!


الحِوار حاجة إنسانية ، وهو ظاهرة العصر ، وهو من أكثر الأسلحة قُوّة ، فهو مطلب لكل المتحاورين في البحث عن الحقيقة ، حيث تتجلّى الحقيقة في كثير من الحوارات ، ويشوبها الغموض والتدليس والتلبيس في البعض منها

مثلُ هذهِ الحوارات التي تفضي إلى الحق ؛ تكون أكثرَ هدوءاً ، وأقلَ تشنٌُجاً ؛ لأنها محمودةٌ في مبناها ومعناها ، وهذا ما يُسمى بالحوار المُتَّزِن الحميد ، الذي يتسم بمراجعة الكلام ، ومقارعة الحُجّة بالحجة ، فصاحبُ الحُجَّة قويٌ موفَّق ، قال تعالى:( قُل فأتوا بالتوراةِ فأتْلُوها إنْ كنتم صادقين ).. وعكسهُ مباشرةً الجدل ، الذي يفضي إلى الخُصُومة والتلبيس ، فهو قائم على الباطل ، بخلاف الحوار الذي طريقهُ الحق.. وأنهُ الخِصام بالباطل ، وهو ما أسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باللّدد ، الذي قال عنهُ :[ أبغضُ الرِّجال إلى الله الألد الخَصِم ] .
الحوار يبدو في ذاتهِ ، أنهُ يُشكِّل تنازلاً عن العدوان ، ورفضه يعني الاستبعاد والاحتقار ، أمّا قبوله ، فيعني مُسبقاً بداية الاحترام تجاه الآخر ، فهو انسجام وقبول بالاختلاف ، ويتطلّب الاستماع المتبادل ، واحترام الآخرين .

والجدل الزائد هو ما يصل إلى دائرة الخِلاف ، بينما الحوار ، يكون في دائرة الاختلاف الذي يصل بِنا في آخر المطاف إلى الحق.

الحوار هو أُسلوب التواصل مع الموافق والمُخالف ، وهو اللُّغة الوحيدة التي يفهمها العقل ، فإذا انعدم الحوار ؛ ساد التسلُّط بالقُوَّة ، وهو منهج أهلِ الخُصُومة ، بهدف التقاطع وعدم التفاهم.. وهُم عادةً ما يسعون للخروج من دائرة الحوار الهادىء ، إلى دائرة الجدل الهائج ؛ لأنَّ في الحِوار إقامة للحُجَّة ، ودفْع للشُبهة!
وفي قصة الخوارج الذين خرجوا على علي - رضي الله عنه - خير مثال ، فقد حاورهم ابنُ العباس - رضي الله عنه- في شبهاتٍ ثلاث ، فرجع زُهاء ٤٠٠٠ منهم إلى الحق.

وفي المقابل لا بُدَّ من فهْم المُخالفين ، فما نجح الغرب في غزو العرب إلاّ بعد دراسات استشراقيّة مُحكمة.

إننا بِحاجة إلى ثقافة الحِوار ؛ لنعرف فوائده ، فهو يُسهِم في إصلاح الزوجين ، والأولاد ، والأُسرة ،ويُساعد في تنمية العلاقات الاجتماعيّة ، ويُنمِّي المهارات ، ويُسهِمُ في تنمية التفكير ، ويُثري الثقافة بين المتحاورين.

فقط نحتاج إلى تأصيل آداب الحوار في مداخلاتنا المباشرة وغير المباشرة ، وزرع قيمة الصدق ، وعدم الظُّلم ...
وأجزمُ أنّ للحوار آداب قبل ، وأثناء ، وبعد ، فلنلتمس آدابه ، ونطبقها في أفعالنا قبل أقوالنا!!
بواسطة : عبدالمحسن محمد الحارثي
 0  0  17.8K