المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

الغيرة


يمرُ الإنسانُ في حياته بظروف و متغيرات كثيرة ، و يتعامل مع شخصيات مختلفة الميول و الأفكار و الأهداف ، و بالتأكيد ستختلف ردود فعله تجاه الأشخاص الذين يصادفهم في حياته وتجاه تصرفاتهم و أقوالهم ، فتارة تجده يمدح و تارة لا يبالي و تارة أخرى قد يشعر بالغيرة ، و نادرا ما يسلم إنسان من الغيرة فهي فطرية لكن ! كيف نتغلب على الغيرة ؟
الغيرة قد تكون محمودة مطلوبة في أمور الخير ، فحين تجد معلمة مبدعة مخلصة متفانية في عملها ستعجب بأدائها و تتمنى لها الخير ستأتيك ولو للحظة مشاعر الغيرة ..فالكيّس الفطن يعرف أن عمل هذه المعلمة يتم بتوفيق من الله تعالى لذا يتمنى لها الخير حتى لو تمناه لنفسه و يتمنى أن يديم الله الخير عليها و عليه ..لكن صاحب النفس المريضة ستأكل الغيرة عقله و تجرح إيمانه بتمني زوال هذه النعمة عن هذه المعلمة ..وهذا مناقض للإيمان و للتفكير السليم .
و الغيرة توأم الحسد ..فمن تستولي عليها الغيرة ولا تقاومها حتما ستقودها إلى الحسد و كلنا نكره الحسد و نعرف أضراره النفسية و الاجتماعية
و للغيرة فصول كثيرة فقد تغاري من ثرية أو وجيهة أو ذات جمال أو منصب أو عالمة ..بل أحيانا تذهب الغيرة مذهبها فتغار إحدانا من صديقتها أو زميلتها بالعمل رغم أن هذه لا تزيد عنك شيئا لكنه (فايروس الغيرة )
وهناك غيرة مطلوبة تكون في موضعين : إنفاق المال في سبل الخير ..و العلم النافع الذي يتقي صاحبه الله و يفيد به مجتمعه و البشرية جمعاء .
جاء حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها) ، متفق عليه.
قال بعض العلماء المقصود بالحسد هنا هو الغبطة، وتُجُوِّز في التعبير فُعبر عنه بالحسد، وذلك أن الجامع المشترك بين الغبطة والحسد هو أن لكل واحد منهما تمني النعمة إلا أن الحسد فيه تمني زوال النعمة عن المحسود، ومن صوره -أيضًا- أن يتمنى زوال النعمة ولو لم تحصل.
فيا أحبتي ..هل نترك الغيرة و نتمنى الخير لغيرنا حتى نبقى مجتمعا متماسكا مصلحا ؟ أو ندع (فايروس الغيرة ) يلتهم إنسانيتنا ؟
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 1  0  25.3K