دمج نقابتي الصحافة والإعلام

قد يكون كلامي صادماً بعض الشيء للوسط الصحفي و الإعلامي ولكنه يتسم بالمنطق وبتفاصيل و احداث و قرارات لا يمكن إنكارها .
نعم أريد نقابة واحدة للإعلام والصحافة ، وأيضاً مجلس موحد للصحافة والإعلام يتم إختيار 50% من أعضائه بالإنتخاب من أعضاء نقابة الإعلام والصحافة .
ما يحدث الآن من انحسار للمطبوعات الصحفية الورقية وتشهده معظم الصحف من خسائر كبيرة بسبب قلة المبيعات ومعظمها بدأ يعتمد على الصحافة الإلكترونية وإيرادتها .
وقد بدأ التركيز على البث الرقمى وأصبحت المواقع والمؤسسات الصحفية تقترب من الشكل المرئى لا الورقى و أصبحت هناك لوائح لتنظيم عمل المواقع الصحفية وأصبح الإعتماد على الشكل المرئى هو الأساس، وسيجعل كل المواقع تتجه لإنتاج محتوى برامجى إعلامي وقد بدأت بعضها في ذلك بالفعل .
ومع قرب ظهور نقابة الإعلاميين للنور مع بداية السنة الجديدة وبدء تطبيق قانونها الخاص بتنظيم عمل الإعلاميين والقنوات الفضائية، وما سيتبعه ذلك من هزة فى السوق الإعلامي (حسب القانون والصلاحيات) فأعتقد أنه من الأفضل بدلاً من إنتظار الصدمة سواء بهيكلة المؤسسات الصحفية (الإصدار الورقي) والمطابع وأشياء أخرى أكثر من ذلك لا داعي لذكرها لعدم الفزع فيجب من الآن عقد بروتوكول لإندماج النقابتين وإعداد مشروع قانون ذلك، وأيضاً إنشاء الهيئة الموحدة للإعلام والصحافة .

فلو تحدثنا عن أهمية الفكرة بالنسبة للمجالين الصحفي والإعلامي فمن وجهة نظري أن في ذلك حماية للنشاط الإعلامي والصحفي والعاملين فيه من الموجة القادمة للهيكلة والإستغناء عن العاملين في المجال الصحفي والإعلامي، وتطوير أداء العاملين للتعامل مع التغير الذى حدث فى الإعلام وبالنظر أيضاً إلى إنصراف المشاهدين فى مصر عن مشاهدة القنوات المصرية و برامج التوك شو إلى متابعة السوشيال ميديا واليوتيوب .

ماذا سيحدث إذا حاولنا وضع حل للخسائر التى تحدث للمطبوعات الورقية الحكومية والخاصة ، بعمليات دمج بين الصحف القومية والتلفزيون المصري من خلال دمج المادة الصحفية مع المادة المرئية وهذا سيحقق جزء من إعادة المشاهد أو المتابع إلى الوسيلتين، وفي النهاية بعد سنوات قليلة سيندمجوا فى كيانات مشابهه ، لذا فمن الأفضل أن نفكر من الآن فى هذا المقترح الذى سيحقق أهداف حماية الصناعة والعاملين بها، كما سيحقق للدولة إعلاماً مستقراً قوياً، وسيعيد المشاهد الذى ذهب إلى قنوات أخرى بسبب التشابة الواضح فى الرسائل الإعلامية للقنوات الفضائية المصرية .

والحل الأمثل من وجهة نظري هو الإندماج بين النقابتين فى نقابة واحدة ، مثلما يحدث في الكثير من الدول، وطبقاً لميثاق شرف يشمل جميع من يعمل في الصحافة والإعلام كل حسب تخصصه وفنيات عمله .
ومن الآن علينا أن نضع نصب أعيننا الأحداث التى أضرت بالعاملين فى الأوساط الصحفية والإعلامية وبالصناعة ذاتها ، فلنحسب على مدى 5 سنوات كم عدد المطبوعات و المواقع التى تم اغلاقها ؟! و كم عدد القنوات الفضائية التى قامت بتسريح العاملين فيها والذين لم تشملهم أي حماية .
هل سيستطيع الصحفيون والإعلاميون الوقوف أمام الهيكلة التى ستحدث دون موقف موحد يحفظ حقوقهم الأدبية قبل المادية خاصة و أن هناك شبه إندماج فى السوق الإعلامي بين أكثر من مؤسسة صحفية و إعلامية وهو ما يجعل العاملين سواء من الصحافة أو الإعلام متساوين بالفعل و يقومون بنفس المهمات بغض النظر عن المهنة سواء صحفي أو إعلامي ،
ويبقى السؤال هل القادم إندماج أم عناد ؟