وداعًا يا خياط
نكتب عنه اليوم ولاندري أنكتب امتنانا أو حزنًا أو وداعًا أو شفقةً على حالنا بعد فقدهم!
ذاك الرجل الذي كان يستكين في زوايا صحيفة عكاظ ، الصحيفة التي يحلم كل صاحب قلم أن يزين اسمه أوراقها الكبيرة المتناثرة التي يبدع من يلملمها ويلتهمها فهي الإفطار الشهي مع قهوة الصباح الذي لا يسكن ولا يهدأ إلا بمقالاتٍ مميزة من أقلام مميزة ، من أبرزها وأرشقها وأرحمها قلم الراحل ( عبدالله خياط) فهو المواكب للأحداث، ومن ينسج لها الحلول المهدئة والمطمئنة بكتاباته التي تتلمس فيها قطرات البحر اللؤلؤية التي تتراقص على صفحات الماء صبيحة يوم مشرق ، السماء فيه صافية والحمام والطيور صادحات مغردة هكذا هي حروف هذا الكاتب الأنيق ، الكاتب الذي يحلو الحديث عن حروفه بين المثقفين، قائد لم يشاهد قبائله التي يحكمها ولا عشائره، ولم يعلم عمن زرع الفرح والأمل بداخلهم، ولم يخطر في باله كم المحبين والممتنين له .
لا أحد يعلم عن معاناة الكاتب إلا من دخل هذا العالم وتلظى بنيرانه فالكتابة هي أصعب مهنة بعد مصارعة التماسيح...! همينغواي
توقظك والناس نيام، وترحل بك عن الآنام، تقتلك وتحييك، تضحكك وتبكيك، تعيشك الحياة وتميتك، بعضهم يعتقد أنّ الكتابة تنصب على الكاتب كحبات المطرهم لايعلمون أنّها قبل أن تأتيه تهيج كل مافيه تغتاله إن لم يعانق حرفه وفكرته أبكته البكاء المرير، وإنّ دونها فهو هنا محاربٌ صنديد فقد تكشف أمام نفسه وأمام الناس أجمعين فلا يخلو من ذم هذا ولا ينجو من مقاصل وشفرات ذاك، وأيضًا يحظى بمحبة من يوافقه الرأي والتأييد والكاتب الفائز في هذه المعارك هو من ترك بصمته وغير في حياة أحدهم ولو كان فردًا واحدًا بين العالمين، وذاك ما تركه كاتبنا العظيم( عبدالله خياط ) في نفسي وفي نفوس الكثيرين ، فرحمة ربي عليه مااحترق فؤاده، وما خط قلمه وفكره ، وما ارتحل وفارق ليكتب لنا وليعلمنا ولينير لنا الطريق ، وإنّا لفقده وفراق قلمه وأفكاره وإرشاداته مفجوعين فعظم الله أجرنا وعزاؤنا لأسرته وذويه وحبره وأوراقه وجواله وحاسوبه ومكتبه وأقلامه ولكل الأدباء والمفكرين والمثقفين والعامة التي ارتقى بهم هذا الرجل الذي يستحق أن تكتب فيه الكتب ، وتدونه الأبحاث علمًا من أعلام مملكتنا العربية السعودية حفظها الله من كيد الكائدين، ومكر الماكرين.
خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية
Expert in family &social realtions