تمعّن
لماذا نتجاهل الامور التي تهمنا تفاصيلها وكأنما نتعمد اغلاق اعيننا عن الحقيقة .
ثمة امور لانجهلها بل نؤمن بها ولكننا نتعمّد تجاهلها بحجة أو بأخرى
توقفت مطولاً عند تلك الفكرة
مثلاً: لماذا لانقراء الوصفة الطبية عند زيارة الطبيب حتى ان أحدنا يمكن ان يصرف وصفة لمريض آخر فقط لأنه لم يقراء الاسم المسجل بالوصفة
ثم لماذا لانقراء النشرة المصحوبة بالدواء قبل الاصابة بالاعراض الجانبية ،لماذا نؤجل معرفتها رغم اهميتها ..؟
تُذهلني الفكرة
تُصيبي بالدهشة
والملفت في الامر انها تبدو مهمة للجميع ولكن يتم تجاهلها بكل عناية والغريب جداً انها تطفوا بوضوح تام فوق السطوح
دعنا ننظر للاشياء من حولنا سنجد في انفسنا أشياء مماثلة لهذا
لماذا نتجاهل تغيّر نبرة شخص نحبة جداً بحجة اننا مشغولين أو بحجة أننا لم نعتد على ذلك وربما كان ذلك الشخص لن ياخذ الكثير هو فقط بحاجة كلمة أو حضن آمن
لماذا نقف غالباً عند الكلمات دون النظر الى القصد والتمعن في المعنى
لماذا نتجاهل البديهيات البسيطة جداً و المهمة جداً
لماذا نشغل انفسنا عن امور الحياة بحجة عدم التعوّد
كأن تجري العادة على أن لايحتضن الابن اباه او أمه حينما يشعر بأن احدهم يخبئ وجعاً خلف أسوار الذكريات
لماذا نختلس النظر في عيون أحباب سكنوا قلوبنا فقط لاننا لم نعتد على التعبير عن حاجتنا واشواقنا لماذا نهرب من الحديث عن ألآمهم وهمومهم والبكاء معهم والقبض على أيديهم والتربيت على قلوبهم لماذا نبوح لأصدقاؤنا ونجعل البوح سراً على اخوتنا لماذا لايكون اخوتنا هم اقرب أصدقاء لنا
لماذا نشعر بالندم على كل هذه الاشياء كلما فقدنا احدهم ونتمنى ان يعود وهكذا دائماً كلما فات الاوان
لماذا لانحب القراءة رغم إيماننا بأهميتها وحاجتنا الماسة لها افراد وجماعات ومجتمع وأمة
ألا ترعبكم الفكرة انها اعراض مرض قاتل شخصياً تخيفني جداً
لماذا نعامل الكتب على انها كائنات غريبة نخشى ان تمتص اوقاتنا الفارغة ونحن على ثقة تامة بأنها تطعم الاوقات الجائعة وتنقذاللحظات من الاحتضار والانتحار ...
لماذا نهجر المكتبات
لماذا نبتعد عن الكتب بالرغم من إيماننا انها مضاداً ومقاوم للأمراض التي تسبب تأخّر النمو وضمور العقل وتوقف القلب وشلل الحياة ..
ماذا لو تغيرنا قليلاً وبحثنا عن الاشياء التي نؤمن بأنها الصواب من اجل انفسنا هل سنغدوا نحو الامام وكيف سترسو بناء السفن في آخر المطاف وماذا سيكون في انتظارنا على الشواطئ وهل سننجوا من تلاطم امواج الحياة ....