الوطن في أنفس الشباب و الفتيات
وطني ليس ستة حروف، بل حضارة و أمان بلا خوف ، وطني يا منبع الطهر والتوحيد و الإيمان ، وطني يا أوسع من الصفاء و أعمق من التسامح و أنبل من الوفاء ، مهما تقلبت عوادي الزمان و مهما انكشفت وجوه و تقلبت قلوب و باع رخيص و غدر جبان ، ستبقى أنت العزيز بحماية الله الرحمن .
في خضم الهجمة الفكرية على أمتنا ، و في ظل الانفتاح الثقافي و التطور التقني ، و دخول الإنترنت لكل بيت في مملكتنا الزاهرة ، تتضاعف المسؤولية علينا بالحفاظ على هُويتنا الإيمانية النقية ، و الحفاظ على أخلاقنا الإسلامية وخاصة في أنفس الشباب و الفتيات ؛ فهم الفئة الأكثر متابعة و انشغالا (بالفيس )و( الانستغرام) و( الواتس اب) و برامج التواصل الاجتماعي فبضغطة على زر تشغيل ينتقل هذا الشاب / الفتاة إلى دول أخرى في آخر أرجاء المعمورة ، يعايش و يعاين حضارات و ثقافات نخرها الفساد و استشرت فيها الجريمة، وعلت فيها كلمة العصابات ... و غرد الفساد بكل الألوان ..هنا سيكون الشاب/ الفتاة بلا رقيب أو حسيب غير الله تعالى ثم ما زرعناه في نفسه من قناعة و ما رسخ في عقله و قلبه بأسلوب مهذب و بحوار عقلي مقنع ..هنا لن ينفع التهديد و الوعيد ولا التخويف ..هنا سيثبت فقط ما تلقاه الشاب/ الفتاة بمحبة و بأسلوب حواري حضاري .
لذا ينبغي على كل أب و أم و معلمة و معلم أن يحتسبوا أعمالهم عند الله و أن يخلصوا في تنشئة هذه الأنفس ..علموهم أنهم على ثغر من ثغر الإسلام و انزعوا من فكرهم مصطلح المراهقة المتأخرة ..علموهم أن قادة الفتح الإسلامي كان فيهم محمد القاسم فاتح بلاد السند بعمر 17 سنة ، و سيدنا سعد بن أبي وقاص أول من رمى بسهم في الإسلام بعمر 17 سنة ، و أن زيد بن ثابت رضي الله عنه من كتاب الوحي حفظ لغة اليهود ب17 ليلة و عمره حينها 13 سنة ، و أن الأرقم بن أبي الأرقم فتح بيته لدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و عمره حينها 16 سنة . و هذا غيض من فيض فالأمثلة أكثر من أن تحصى ، و إني ليعتريني الأسف حين أجد شابا قد بلغ ال25 و لا يزال أبوه و أمه يعاملانه معاملة الطفل و يقولان : هو صغير على تحمّل المسؤوليات ، فمتى متى سيرشد و يتحمل المسؤولية ؟ إن وطننا قد بني بسواعد الشباب و هي الفترة الذهبية في حياة الإنسان و مرحلة العطاء و القوة ، فإن خسرها الشاب / الفتاة في العبث و التهرب من المسؤولية فمتى سيتحملها ؟ أ حين يصبح بالخمسين أو الستين ؟؟؟
يا أبناء مملكتنا العربية السعودية مملكة السعد و التوحيد يا من تغارون على مملكتكم من نسيم الريح ، مملكتنا تحتاج أفعالا ولا تحتاج أقوالا ، فأجدادكم قد بنوا و أسسوا و آباؤكم قد عمروا الحضارة حتى صرنا نفاخر الدنيا بتطورنا و تقدمنا ، و هذا الوقت وقتكم فابذلوا جهدكم في الحفاظ على عقول الشباب و الفتيات و علموهم تحمل المسؤولية و حصنوهم ضد الغزو الفكري و هجوم الإنترنت و ليكن كل مبتغاكم إرضاء الله تعالى و إسعاد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في أمّته ، و أن وطننا أمانة في أعناقكم و أعناقهم ..فبهذا الفكر نرتقي .