شبح التقاعد
مازال ذلك الشبح المخيف يهدد أرباب الأسر علماً بأنهم هم من صنعوا تلك الخيالات والمعتقدات بمساعدة شريحة كبيرة من المجتمع حيث ظنوا وزعموا بأن المتقاعد هو ذلك الشخص المنتهي الصلاحية الذي كُفت يداه عن العمل وسقط نصف مرتبه .هو ذلك الطائر الذي كان يحلق في عنان السماء سعيداً ويغرد طرباً، الآن قُص أحد جناحيه ورمي في زحام تلك الحياة كسيراً ضريراً . يصعب عليه إيجاد لقمةً لصغاره ،العمر تقدم وشاخ والأولاد كبروا وزاد الطلب هكذا هم يظنون
جعلوا المتقاعد عن العمل رجلاً بائس رجل أو سيدة ينتظران الموت والقبر وكأنه إنتهى من كل شيء وأن عمره مقصوراً على عمله أيها الخمسيني البائس اقترب أجلك هكذا هي أساليبهم الهمجية . يتبادر بذهني سؤال من المسئول عن تلك المعتقدات وتلك الأوهام نعم هم أرباب العمل ونظام التقاعد الذي لم ينصف أحداً هل جزاء ذلك الموظف الذي خدم خمسون عام تٌنهى خدماته ويرمى كسيراً لماذا لاتستغل خبرته وعلمه وعلاقاته لماذا لايتم تعيينه كمستشار ذو خبره وباع في ذلك المجال .
لقد أُهمل المتقاعد فصار قريباً للكسل والملل والعزلة والمرض ومن جانب أخر نلحق اللوم عليه حيث رضخ لتلك الظروف والأنظمة وجعل من نفسه لوحة فنية بالية لافائدة منها لماذا لاتنتج لماذا لا تبحث عن عمل آخر وحياة جديدة باسمة للأسف نرى الكثير من المتقاعدين العرب تنتهي حياتهم كلياً عند تقاعدهم بينما المتقاعد الأروبي وضع مسشاراً وشارك في كثيراً من الأنشطة المجتمعية حتى أصبح عضواً نشط ومتفاعل سعيداً خالياً من الأمراض.
في نهاية حديثي يجب مراعاة حال المتقاعد العربي فهو الشخص الحقيقي للدعم الذي أفنى عمره في خدمة عمله ووطنه فلا يجب كسر جناح ذلك الطائر الحر السعيد وأيضا لابد من تثقيف المجتمع وتصحيح الرؤية للمتقاعدين وأن نستغل خبراتهم وعلمهم ولنقتل ذلك الشبح المخيف.