الأسهم بين فكي الفساد والإدمان

تالله لقد كان إدمانا مسموما يجري
في العروق مجري الدماء فأغلقت الشرايين و إختنقت الأوردة وضاق ما كان بالصدور من وسع فأمسي فؤاد كل مساهم فارغا. إدمانا أصاب العقول وأهلك الأموال وداهم الديار فأضحي كل سليم عليل بداء الإدمان وليس عن علم بل عن جهل فتراكمت الديون وافلست الجيوب.
و قد قاد لعبة الأسهم شرذمة من كبار المضاربين سافكي الاموال علي حساب صغار المساهمين المدمنين الغشماء.
فكانت الضربة القاضية في 25 فبراير 2006 حيث إنهار مؤشر الأسهم من 21 ألف نقطة الي 10 آلاف نقطة في11 مايو 2006 انهيارا بنسبة 51% خلال 75 يوما فقط وقفزت القيمة السوقية الي نحو 3 ترليون ريال بسبب المضاربات المفتعلة. وإنقشعت اكاذيب كثير من شركات الأسهم الوهمية ومنها شركة المصافي التي انخفض أسعار أسهمها من6,601 ريال الي 625 ريال بنسبة 91% في نفس الفترة ولم يكن هناك مصافي علي الإطلاق ولا حتي مصفاة طماطم.
هذا وبالرغم أن الملك سلمان كان آنذاك أمير للرياض لكنه لم ينسي ملك الحزم معانات المواطنين من إنهيار أسعار الأسهم. فعندما أصبح ملكا شن حرب شعواء علي الفساد بجميع أقنعته وزج مازج من المفسدون بالسجون وأخذ منهم ما سلبوه من أموال المساهمين كما ونزع فتيلة المضاربات فأستقر المؤشر خلال العامين الماضيين بين نحو 7000 نقطة و 8000 نقطة كما لم تشهد القيمة السوقية الإضطرابات السابقة حيث ارتفعت في يناير 2017 من نحو 1,659 مليار ريال إلي 1,958 مليار ريال في مايو 2018 بنسبة18% فقط.
وإنه من المتوقع أن لا تشهد أسواق الأسهم إنهيارا كما سبق لتضائل شهوة تداول الأسهم بين المواطنين و إنكماش نسيج كبار المضاربين بجانب ارتفاع أسعار السلع والخدمات وكذلك إرتفاع معدل البطالة الي نحو 13%. لذلك فإنه من المتوقع أن لن يتخطي المؤشر حاجز 10,000 نقطة لأن سوق الأسهم بات كالسلحفاة المريضة التي يتخطي النمل خطاها ولو أسرعت. لذلك يجب علي المستثمرين البحث علي قنوات إستثمارية أخري تفيد الإقتصاد الوطني لدعم 2030.
هذا بالرغم من أن الإقتصادي الوطني شهد في مايو 2018 ارتفاع في كل من السيولة النقدية الي نحو 1,8 ترليون ريال و نمو ودائعنا لدي البنوك الخارجية الي 401 مليار ريال وإستثماراتنا في الأوراق المالية بالخارج الي 1,4 ترليون ريال.
والحمد لله رب العالمين



من: الدكتور محمد محمود شمس
رئيس مركز إستشارات الجدوي الإقتصادية بجدة
00966507703277