الحروب التجارية: أهي فرصة للإبداع؟

يقولون في الأمثال أن الحاجة أم الإختراع. نعم وبلا شك لأنه في عصرنا هذا الذي يشهد تطورا فلكيا في شتي الحقول العلمية والفنية والذي تمخض عنه قفزات عالية في التقنية الحديثة فإنه من المتوقع أن ينتج عن هذه الحروب التجارية العالمية التي أضرمت نيران ضرائبها ورسومها الجمركية علي مختلف السلع والخدمات بروز نتائج إقتصادية إيجابية وإبداع مبهر في المدي الطويل. لقد أشعلها الرئيس ترمب غير مبالي بصديق ولا مكترث بعدو. بدأها بفرض رسوم علي واردات أمريكا من الحديد والنحاس ثم أعقبها بضرائب أخري علي واردات أمريكية مختلفة. عند إذن قامت دول مثل الصين وروسيا والإتحاد الأوربي بردود فعل انتقامية علي وارداتهم من أمريكا. ومما زاد الحرب إشتعالا ما قامت به كلا من أمريكا والصين في يوم الجمعة 6 يوليو 2018 بفرض ضرائب بقيمة 34$ مليار علي علي منتجات بعضهم البعض.
وإني لأعتقد أن الكل خاسر في المدي القصير والمتوسط لكنه بالمدي الطويل ستلجأ هذه الدول في تصنيع وارداتها من هذه المنتجات أو بدائلها علي أراضيها مما يزيد النمو الإقتصادي بهم ويخفض من معدلي البطالة والتضخم.
نعم فالحاجة أم الإختراع و الإبداع وليد الحاجة. لذلك فإنه من المتوقع أن يشهد العالم في المدي الطويل ثورة صناعية قوية وتطور كبير في مختلف حقول المعرفة والتقنية الحديثة يتمخض عنها منتجات حديثة أقل تكلفة وأفضل نوعية.