المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
سارة علي الأنصاري
سارة علي الأنصاري
سارة علي الأنصاري

طريق الخلاص

قرأت ذات مره في صحيفة أن مخاطبة العقول هي السمة البارزة للنزاعات الفكرية التي يحكمها العقل الإنساني وحده، يقول سقراط: "إن الحياة التي لا نضعها قيد الاختبار لا تستحق أن نعيشها"، و لم يكن ذلك الاختبار سوى التفكير النقدي ، عندها تذكرت كيف كان الناس في عصر الجاهلية يعيشون على عادات وقوانين وأشرعه تتناسب مع عقلياتهم ولها تفسيرات مختلفه وقصص وأحداث تاريخيه كعبادتهم للآلهه والاصنام التي شكلوها بأنفسهم الى أن جاء الاسلام وغير تلك الظواهر واحدة تلو الاخرى و قبل الميلاد، برز جيل جديد يبشر بعهد جديد، فهو و إن لم يهاجم معتقدات المجتمع من حيث الإيمان بوجود الآلهة ، إلا أنه قلّص من فكرة الاعتماد على الآلهة لتقديم تفسير لكل شيء، ومع مرور الزمن وتوالي العصور وظهور الاسلام والعلم أصبح هناك قواعد وقوانين مجردة مثل قوانين الاستدلال و الاستنتاج، و الهدف منه هو إختبار صحة المعلومة التي يستقيها الفرد من محيطه الخارجي، ويغير بها مفاهيمه على حسب مايتماشى مع عصرة وإن خالف ماكانت عليه العصور الغابره إنقسم الناس في هذا إلى من يحسم الموقف دون تردد يكتفي بأنه مقتنع بصحة تغيير الفكره أى المبدأ وبعضهم من كان بين مد وجزر ومنهم من رفض تغيير الماضي وكان ذلك أشبه باختبار صعب يمكن للمرء أن يتجاوزه و في حالة إجتياز هذا الاختبار تنتقل هذه المعلومة لتكوّن جزءاً من نظرة الفرد للعالم من حوله. وهذا هو التفكير النقدي المسؤول عن تكوين نظرة متناسقة و متماسكة للعالم الخارجي من حولنا. ليس المقصود في هذا المقال بطبيعة الحال مناقشة التغير بين العصور والازمنه من ناحية الدين وإنما اقصد تلك العادات والتقاليد التي لم تُغير الازمان والعولمة والتقدم شيء منها
تلك التي عجزت عنها غرف العلماء والاطباء والمهندسون والمحاكم إنها القوة الخارقة، القوة الجاذبه ، بعضهم يرون أنه من المستحيل تغييرها لانها تُشعرهم بالانتماء ، ومن وجهة نظراً أخرى فليس من الاحترام والأدب محاولة إخضاع العادات لاختبار التفكير والنقد ، والتغيير و على الأخص تلك التي لها علاقة بقرار مصيري أو أثر بالغ على حياة الفرد.
من وجهة نظري إن التفكير النقدي طريق الخلاص من قيود ماوجدنا عليك أباؤنا وأجدادنا..
بواسطة : سارة علي الأنصاري
 0  0  15.5K