إليك يا أبي.. في ذكرى المغيب
ها هي خمسٌ بعد عشرين عاماً يا أبي، مرّت على وهجٍ جميل انطفأ وحياةٍ هانئة لا تعود، وقربٍ دافىء محمّل بالسنا، وبيتٌ آمن أضفيت عليه سعادة تلونت بعدك بألوان لم نعرفها وتبدل كل شيء جميل، وأرواحنا التي تشتاق كل حين لنصحك الصادق ويد كريمة تشد على أيادينا، وابتسامة لا تضاهيها كل البشارات، ها هي خمس بعد عشرون عاماً يا أبي، منذ أن غابت عن لساني حلاوة النطق بهذا أبي، سنون العمر قد ارتحلت في أعقاب الوداع، والقلب أتعبته الخطوب، والأيام لا ترحم من بعدك، أتذكر يوماً أرتقبتُ رجوعك من عمل عند باب المنزل السعيد، أراك ظلاً من بعيد ولهفتي تترقبك في فرح، انبري إليك فتحملني على كتفيك برغم التعب وترسلني عالياً حتى أظن بأني بين ذراعيك وصلت السماء، وناجيتُ شُهباً وأقماراً، ومرّ العمر طيف كرى.
يقول نزار:
أبي، لم يزل بيننا، والحديث، حديث الكؤوس على المشرب، يسامرنا، فالدوالي الحبالى، توالد من ثغره الطيب، أبي خبراً كان من جنةٍ، ومعنى من الأرحب الأرحب، وعينا أبي، ملجأٌ للنجوم، فهل يذكر الشرق عيني أبي؟، بذاكرة الصيف من والدي، كرومٌ، وذاكرة الكوكب، أبي يا أبي، إن تاريخ طيبٍ، وراءك يمشي، فلا تعتب، على اسمك نمضي، فمن طيبٍ، شهي المجاني، إلى أطيب، حملتك في صحو عيني، حتى تهيأ للناس أني أبي، أشيلك حتى بنبرة صوتي، فكيف ذهبت، ولا زلت بي؟
يقول نزار:
أبي، لم يزل بيننا، والحديث، حديث الكؤوس على المشرب، يسامرنا، فالدوالي الحبالى، توالد من ثغره الطيب، أبي خبراً كان من جنةٍ، ومعنى من الأرحب الأرحب، وعينا أبي، ملجأٌ للنجوم، فهل يذكر الشرق عيني أبي؟، بذاكرة الصيف من والدي، كرومٌ، وذاكرة الكوكب، أبي يا أبي، إن تاريخ طيبٍ، وراءك يمشي، فلا تعتب، على اسمك نمضي، فمن طيبٍ، شهي المجاني، إلى أطيب، حملتك في صحو عيني، حتى تهيأ للناس أني أبي، أشيلك حتى بنبرة صوتي، فكيف ذهبت، ولا زلت بي؟