المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024

زائر

العمل التطوعي و المحيط الجامعي

يعتبر العمل التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، وهو قيمة ثمينة تصب في صميم أهداف التنمية المستدامة، و يكتسب العمل التطوعي أهمية متزايدة يوما بعد يوم، كما تعبر المشاركة الفاعلة في العمل التطوعي في أي مجتمع عن مدى النضج و الرشد الذي وصل إليه المجتمع، فنمو حركة العمل التطوعي يساهم بصورة حيوية في النهوض بالمجتمع وتنمية الطاقات و الكفاءات الموجودة فيه بما يخدم مسار التقدم و التطور المجتمعي، و عليه أصبح من الواجب الاهتمام بالمتطوعين الأفراد باعتبارهم قوة و وقودا لإنجاز المشروعات التنموية وتحقيقها على أرض الواقع، وهذا يتطلب النظر إليهم كشريك أساسي في عمليات التنمية المستدامة، من خلال إيجاد مقاربة أكثر نجاحاً في احتضان طاقتهم و كفاءاتهم.
و للعمل التطوعي مؤسساته القائمة بذاتها التي تسعى إلى تعزيز ثقافة التعاون و التراحم بين أفراد المجتمع و توريث هذه الخصلة النبيلة للأجيال عبر الزمن، فلم تكن يوما مؤسسات العمل التطوعي حكراً على الجمعيات ذات الطابع الخيري غير الحكومي، بل تمتد بذلك إلى المدرسة و المسجد و الجامعة باعتبارهم منابر مهمة لنشر الوعي المجتمعي بين الأفراد، و توعيتهم بمدى مسؤوليتهم تجاه الأفراد، و السير نحو تحقيق التنمية المستدامة.
و الجامعة باعتبارها إحدى مؤسسات التعليم العالي التي تضطلع بأدوارها الرئيسية الثلاثة و المتمثلة أساسا في التعليم، و البحث العلمي، و خدمة المجتمع، يجب أن تضع ضمن أهدافها تولي مهمة نشر ثقافة العمل التطوعي داخل المحيط الجامعي و خارجه، و إثرائها من خلال إيجاد البرامج النوعية في هذا المجال الهام بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في الجامعة و المجتمع في حد ذاته.
فإذا ما اعتبرنا الجامعة ذلك المنبر الهام و المؤسسة الرائدة التي تهدف إلى دفع عجلة التنمية في المجتمع، من خلال برامج التوعية التي تسطرها على مدار السنة الدراسية، و التي تضع في سياستها التنموية أهداف عديدة كتوعية الطلاب بأهمية العمل التطوعي ، و استحداث الأفكار الجديدة و الإبداعية التطوعية التي تتوافق مع احتياجات الجامعة، و إشراك الطلبة في مختلف المناسبات و الفعاليات التي تنظمها الجامعة ، ومساعدة الجهات الخيرية في تنظيم الفعاليات من خلال إمدادهم بالمتطوعين، و تفعيل سبل التعاون بالشراكة من الجهات الحكومية و الخاصة الخيرية و توحيد الجهود ، كل هذه الأهداف وتلك تنصب في تحقيق ما يسمى مبدأ التطوع و تفعيله لتكون الجامعة اليد الداعمة و البيئة المناسبة لخدمة المجتمع و الارتقاء به.
و من خلال البرامج التي تسطرها الجامعة و التي تسعى في الرصد المستمر لحاجات المجتمع بغرض التفاعل الاجتماعي والثقافي مع المجتمع من أجل المزاوجة المثمرة بين تلك الاحتياجات و قدرات الطلبة الجامعيين، أصبح من الواجب الاهتمام بتلك الشريحة التي تعول عليها الأمة، وذلك من خلال توجيه طاقات الشباب الفكرية و العلمية و الفنية، للإسهام في خدمة المجتمع من خلال الأنشطة الهادفة، و تأسيس النوادي العلمية و الثقافية التي تسمح للطالب بصقل طاقاته و تعزيز تجاربه و غرس روح التعاون و المسؤولية لدى الطلبة لربطهم بالقضايا المجتمعية التي تعزز التكافل و التضامن و تغني شخصية الطالب بالخبرات و التجارب التي تسهم في فتح الآفاق المستقبلية.
وصولا إلى دور الجامعة و أهدافها في ترسيخ ثقافة التطوع لدى الطالب الجامعي لربطه بمحيطه الخارجي، ينبغي أن يجسد موضوع العمل التطوعي كتخصص يدرج ضمن مواد التدريس ، ليتكون الطالب في هذه المادة و يتعرف على الشروط التي يجب أن تتوفر في المتطوع، كالأهلية، التي يجب أن يكون فيها المتطوع مؤهلا لأداء العمل الموكول إليه، ومن ثم فإن الأهلية منوطة بعملية ملاءمة قدرات المتطوع مع فرص التطوع المناسبة، كذلك من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في المتطوع أن يكون شخص موثوق به يحترم إلتزاماته، أي استقامة المتطوع الأخلاقية و أهمها العفة و عدم الأنانية، و من أهم الشروط التي يجب أن يعرفها الطالب الجامعي كذلك الالتزام و التعاون و المبادرة و احترام روح الفريق و العمل ضمن الجماعة، كل هذه الشروط و تلك يتعرض لها الطالب الجامعي نظريا وفق مادة العمل التطوعي المدروسة، ثم ينزل بها إلى الواقع ليسجدها تطبيقيا.
فالجامعة بهذه الخطوة تكون قد قطعت أشواطا متقدمة في السير نحو تحقيق رقي المجتمع وتقدمه على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات، و لبت رغبات المجتمع في تجسيد روح التعاون و تحقيق الانتماء للأفراد.
بقلم الباحثة: مريم منادي
بواسطة : زائر
 0  0  20.5K