وينك... ؟!!
هناك بيت من الشعر لا أعرف قائله ، إلا أنه راق لي وأحببت أن يكن مفتاح لمقالنا هذا الْيَوْمَ .. يقول :
يا مختفي وينك عن الناس غايب .. دنيا بدونك في عيوني ولا شي .
عزيزي القاريء:
قد لا تخلو آي مناسبة مهما كان حجمها ، أو لقاء عابر ، إلا وتجد من يباغتك بسؤال كلمعان البرق (وينك) وعينه في عينك وبكل ثقة مفرطة ، وفي لحظة قد تبدو حرجة ، يشخص فيها بصرك وترتفع حواجبك وتحمر وجنتيك ، من كلمة (وينك) وربما تتلعثم في الرد على هذا السؤال المفاجيء الذي قد يجعل عقلك أيضاً يزدحم بالعديد من علامات الإستفهام ..
فأنت ياعزيزي أمام هجمة مرتده أو إستسلام :
فأن كنت من الصنف الذي رزقهم الله (سرعة البديهة) ستكن المباغتة بالمثل فالرد جاهز ( مشاغل الحياة) وتبدا بسرد بعضاً من مشاغل الحياة وإن جانبها الصواب يعني حققت هجمة مرتده.
وإن كنت لا تنتمي لهذا الصنف الأول سريعي البديهة ( على نياتك ) ستكون المباغتة إستسلام فوري بابتسامة باهتة وتلعثم في الكلمات والله يكون في عونك حتى يمضي هذا اللقاء بسلام .
عزيزي القاريء:
هذه الحالة منتشرة في مجتمعنا وربما يعاني منها الكثير ، بحثت جيداً ولَم أَجِد لها تفسيراً ، ولكن سأطرح بعض الأسئلة على هؤلاء :
أولاً: هل هذا السؤال نتاج محبة داخلية مفرطة؟
إذا كان الأمر كذلك ، أعتقد أن المبادرة بالاتصال والسؤال المسبق أولى من الإحراج أمام الأخرين .
ثانياً: لماذا لا تسألون أنفسكم أولاً هذا السّؤال ( وينك )؟ قبل أن تقيمون أنفسكم وتحكمون على الآخرين بفوقية وإستجواب عن التأخير في المواصلة دون وجه حق ؟
ثالثاً: لماذا لا تحسنون الظن في غيركم وتلتمسوا لهم الأعذار ، فقد يكن الحال من بعضه؟
ختاماً:
أعتقد أن مثل هؤلاء يفترض تجاهلهم والصد عنهم ليعودوا لحجمهم الحقيقي.