اللهم بلغنا رمضان وتقبلنا منه
فإنه لي وأنا أجزي به.
إن مما لا يخفى على ذي لب حصيف أن نظرية بافلوث العالم النفساني حول المثير والاستجابة قد انطبقت في نفوس السنغاليين منذ أن أشرقت عليهم شمس شعبان خصوصا عندما تشرع القنوات المحلية في بث بيانات لترويج لوازم الرمضان وما من هذا القبيل.
إن نظام الشعب السنغالي في توزيع وجباتهم اليومية من تناول الفطور والغداء والعشاء لهو من أحسن التوزيعات التي بنيت على حكمة وتقنية جيدتين حيث تفصل بين كل وجبة عن أختها ساعات قليلة لا غبار فيها غير أنها لغير متحمل الطوى لغير مناسبة، ذلك لأن السنغالي تعود أن يصحب إثر كل وجبة بكأس شاي أو حسوات من كافي طوبى وبعضهم بشرب قدر لا بأس بها من دخان السجائر ولا شك أن كل ذلك ينعدم إزاء نهار رمضان المبارك مما فض بذلك مضجع الغالبية العظمى منهم بغض النظر للذين يهابون الجوع أكثر مما يتصور ويتمنون أن لو يجمعهم الله من زمرة الدلالين وبعض سائقي (كار رابيد) ههه... أم من الذين رفع عنهم القلم.
من المتسلم به أن الجوع والعطش هما الجوهران اللذان أبت الروح البشري إلا أن تمج مرارتهما، بصرف النظر عن الزهد بمتاع الدنيا وزينتها لمدة يوم كامل بل لمدة ثلاثين يوما. ولعل هذا هو سر ما كان يقوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلى) في حق الله عز وجل عن الصوم.
اللهم بلغنا رمضان وتقبله منا ولا تجعله آخر رمضان نصومه يا قريب يا مجيب ولا تجعل نصيبنا من هذا الشهر المبارك الجوع والعطش إنك سميع قريب مجيب.