رفقا بـ #السعودية
السلام عليكم الإخوة الكرام .
السعودية من أحدث دول العالم الإسلامي وتحكم جزءا عزيزا من الأرض الإسلامية، وقد أعلنت منذ نشأتها الحكم بالشريعة الإسلامية، ومرت بمراحل من الازدهار في الناحية الدعوية والعلمية وفي دعم القضايا الإسلامية، وقام علمائها بدور كبير في التوجيه والإرشاد والإصلاح الداخلي والخارجي ، ويغلب على شعبها التدين والالتزام ، وحب أهل الإسلام واكرامهم وموالاتهم .
ومنذ قرابة عقدين من الزمن عرفت السعودية صراعا فكريا محتدما بين التيارات الإسلامية من جهة وبينها وبين الليبرالية من جهة اخرى ، وذلك عبر الجرائد والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ، أضف إلى ذلك ظهور ظاهرة الإساءة إلى المقدسات من بعض الكتاب والشباب الذي يتهمون بالالحاد، و نشاط شيعي متنام في بعض مدنها.
والسعودية الآن بين رهانين اثنين لا ثالث لهما خيار الإسلام والدور القيادي للامة، او الليبرالية والعلمانية وركوب موجة الحداثة.
والواجب على المسلمين حكاما وعلماء ودعاة ومفكرين وكتابا واعلاما أن يدعموا خيار الإسلام وقيادة الأمة وذلك لما فيها من مصالح الدين والدنيا ووحدة الكلمة وحفظ جماعة المسلمين .
والسعودية لها رمزيتها الدينية وأهميتها الاستراتيجية ولا ينبغي أن يتمنى مسلم واع وناصح لله ولرسوله أن يتمنى سقوطها ودمارها ، وهذا ما يسعى له أعداء الإسلام ويخططون له ليلا ونهارا، ويستدرجون بعض المسلمين لتنفيذ خططهم في ذلك ، وذلك بالتحريش بين السعودية وجيرانها وبينها وبين بعض التيارات الإسلامية والتوجهات الفكرية .
ليس من مصلحة السعودية أن تحارب جيرانها أو اخوانها ، كما أنه ليس من مصلحة جيران السعودية وأخوانها أن يحاربوها ايضا .
وتوظيف الدين في هذا الصراع يزيد الطين بلة والهوة اتساعا والخسارة فداحة، ولكن الواقع هو أن كل الأطراف المتحاربة قد وقعت في المحذور، حيث سخرت الاقلام والمنابر والمؤسسات في التكفير والتبديع والتخوين والشيطنة، والله المستعان .
فضاعت بهذا المصالح وغلبت المفاسد ، ونكئت الجراحات .
ادعوا اخواني من الدعاة والعلماء وطلبة العلم أن ينصحوا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، ويجددوا ولائهم للاسلام واهله كل حسب ما فيه من إيمان وعمل صالح ونصرة للدين ، وأن يركزوا في البناء دون الهدم والجمع دون التفرقة ، والإحسان دون الإساءة، والنظر إلى الأمة والتعامل مع قضاياها نظرة كلية غير مجتزءة عقدية غير طائفية واستراتيجية غير مؤقتة ولا مرتجلة ، والمسلمون امة واحدة وبعضهم أولياء بعض .
والله الموفق للصواب والهادي إلى الرشاد .