المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 16 نوفمبر 2024
أمل الصلهبي
أمل الصلهبي

العصب البصري

- لم ينتهي الحُلم بعد..
إنني أرآه بوضوح ، ألواني التي تملئ يدي وأقلام الرصاص والفرشاة التي جسدت بها ما يدور في مُخيلتي ، رسمة تتلوها رسمة ، ملونة والأخرى مُضللة فقط.
مُبدعة هذا الوصف الذي تسمعهُ إذني ، أردت أن أبدع أكثر فأمسكت حائط المنزل وبدأت أرسم وأبتسم كنت مُبتهجة ، إنتهيت من الرسم وكنت مسرورة.
كم كان الرسم لي بمثابة حياة أخرى.

توقفت عنه ولم أعد أعرف تلك الألوان ، إنقطع التنفس من عيناي .

- لم ينتهي الحُلم بعد..
إنني أرآه في دربي ، أرآه في يد أختي ، أنني أرى فيها الذي كنتُ أسعى لهُ يوماً.
هتفتُ بحرارة عند أول رسمة أتقنتها وقامت بوصفها لي ، كان صوتها يرتجف وغصة بداخلها إلتمستها من نبرة صوتها ، وكأنها تقول: لاتتألمي أرجوك إنني أعي جيداً أنها هوايتك التي تحبيها كثيراً ولا تستطيعي أن تعودي إليها.
..
ولكنها لا تعي أنها تسير في جسر حلمي ويدها هي يدي...والعصب البصري الذي أتلف في عيني ً، لا يعلم بأنك هنا أرى الأشياء منك ومن خلالك أحقق هدفي من خلال عيناك ويدك أرسم ، إبداعك لم يبتلع حُلمي بل أنجب أفكار جديدة لمستقبلي.
..
- لم ينتهي حُلمي بعد..
إنني أشعر بأنه ما زال موجود ، كخيط كان معقوداً بي وإنعقد بأنامل أختي.
لا تتوقفي أركضي وأدهشي ، أنجزي وأنتجي وإن سرتِ في العتمة يوماً سأكون الضوء المُشع لك لا تقلقي
فأنتي العصب البصري..
...
- لم ينتهي الحُلم بعد..
أنتي بيني وفيني ، ‏دعينا نركض نحو العدم
‏نحو الشقوق في الحائط.
‏نحو زقاق البندقية..
‏دعينا نُمزق الأرض بخطواتنا الحارة ‏اليوم.. و ‏غداً
‏دعينا نركض الآن، ‏قبل فوات الأوان..
فأنني أرى بك مُستقبل ضخم جداً.



image
بواسطة : أمل الصلهبي
 3  0  18.0K