الثقافة في زمن اللاثقافه
كثير من الأشخاص يتسأل كيف يصبح مثقفاً ويرى أنه لايستطيع أن يرتقي بإدراكه الداخلي ليصبح مثقفاً .
فالمثقف هو كل شخص تعلم أو يتعلم من مجريات الأحداث التي تدور حوله ، وقادر على تعزيز قدرته العقلية بالمعرفة
ويستطيع الاستفادة من خبرته في المواقف المتنوعة، فهو شخص قادر على الاتصال والتواصل مع مجتمعه، ويستغل معرفته لكي يرتقي بنفسه .
ولا ترتبط الثقافة بمستوى تعليمي معين، أو درجة جامعية، وإنما هي اكتساب الفرد للمعلومات والمعرفة أثناء مرحلة التنشئة المنزليه والبيئيه والإجتماعية.
إذاً السؤال كيف أكون مثقفاً ؟؟
إن التواصل مع الأخرين مهم لكي يصبح الفرد مثقفاً ، عليه أن يعزز قدرته على الإتصال والتواصل مع جميع الطبقات والأطياف بإختلاف طبائعهم وعقلياتهم وثقافاتهم
وأن يمتلك أسلوب الحوار والمناقشة، ويتمتع بالمرونة ، والرغبة في تثقيف ملكاته
كما يجب أن يكون لديه الطموح والرغبة لتوسيع بنك وذاكرة العقل وزيادة رصيده الثقافي والمعلوماتي
وأن يكون مدركاً للأمور، ولا يعيبه أو يحرجه أن يسأل ويستفسر رغبةً منه للتزود بالمعارف والعلوم
فالشخص المثقف يجب أن يكون على علم بما يحدث حوله، وإلزامي أن يكون لديه فضول البحث والتقصي والمعرفة ،
مع زيادة حصيلة المفردات ومعناها من حيث وقوعها في معلومة أو جمله
فكثيراً ما يتم سماع بعض الكلمات ولا يستطيع الشخص بإدراكه المنقوص فهم معناها
لذلك يجب على الشخص الشغوف بتنمية مهاراته الثقافيه الى تعلم المزيد من نفسه لنفسه، لزيادة عدد مفردات لم تكن متوفره لديه
والتعرف إلى مضموناتها ومعانيها، وذلك بالقراءة أو البحث عن معانيها باستخدام الإنترنت، مما يساعده على النمو العقلي والمعرفي
وقراءة الكتب والموسوعات والصحف والمجلات ، فالقراءة المعرفية أيقونةُ من أسرار الذكاء والنبوغ ، فهي نافذةٌ تنمي مدارك العقل، وتفتح فضاء المعارف والمدارك للعقل ، وتزيده خبرةً وتوهجاً في محيطات المعرفة
كما انها تشكل رياضة للعقل الذي يحتاج لتنشيطه باستمرار وتبعدعنه هواجس الزهمرة المبكرة ، وتنمي من قدرة الشخص على مناجاة التخيل والتفكر والتدبر، كما يجب تنويع ينابيع القراءة والإطلاع
كقراءة الكتب العلمية، القصصية، ومجالات الأدب، والطب والهندسه والاختراعات وألعاب الذكاء وغيرها الكثير ، كون ذلك يغذي وينمي المخزون الذهني والمعرفي في العقول
كما أن معرفة ما يدور من حولنا يزيدنا ارتباطاً بمتابعة مجريات الاحداث ، سواءً على مستوى بيئته أو إقليمه أو الأحداث العالمية
فالشخص الذي يرقى بمستوى إطلاعه الدائم يكسبه مزيداً من المعلومات والخبرات المتنوعة تجعله قادراً على الحوار والمناقشة
والآن أصبح ماكان صعباً في السابق غداً متاحاً بكل يسر وسهوله
حيث يمكن متابعة الأحداث من خلال البرامج التلفزيونية، الاخباريه والثقافية وغيرها الكثير ، وقراءة الكتب والصحف والمجلات
كما أن العلاقات الاجتماعية تكون مورداً كبيراً بمخالطة المثقفين والأدباء أو العلماء، وحضور المنتديات الثقافية والمناشط المتنوعة
التي يستطيع من خلالها الشخص تنويع مدارج ثقافاته، واكتساب معلومات جديدة
فتوسيع نطاق المعارف البشريه لا يقف عند حد معين، وليس له سور يلتف حوله
بل يكون لديه استمراريه في زيادة محصوله الثقافي والعلمي مما ينعكس على أدائه في حياته العامه والخاصة ، وتكوين شخصيه لها وزنها المجتمعي في آفاق بناء الذات .
تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً
وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَجَاهِل ُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ
صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِل ُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً
كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ